
22 الاعلامي – بقلم : مجد عبد اللطيف العرود
في كل عام وتحديدًا في الخامس والعشرين من أيار ينبض قلب الأردن بمشاعر الفخر والانتماء حيث يحيي الأردنيون ذكرى استقلال بلادهم إنها ليست مجرد مناسبة رسمية بل لحظة تتجدد فيها الروح الوطنية وتُستحضر فيها تضحيات الآباء المؤسسين الذين كتبوا تاريخ الوطن بحروف من ذهب
عندما يعبر الأردنيون عن استقلالهم فإنهم لا يحتفلون فقط بخروج المستعمر البريطاني عام 1946 بل يحتفلون بكيان وُلد بإرادة شعبية وقيادة هاشمية حكيمة يرفع المواطنون أعلامهم بفخر وتصدح الأغاني الوطنية في الشوارع، وتتزين المدن بصور ملوك الأردن، لكن ما بين السطور هناك ما هو أعمق: تجديد لعهد الولاء والانتماء
يعيش الأردنيون استقلالهم كل يوم من خلال البناء والعلم والعمل فقد ورثت الأجيال الجديدة معنى الاستقلال على هيئة مسؤولية تجاه الوطن، والتزام بحمايته والنهوض به
في المدارس والجامعات يُروى للأبناء تاريخ الدولة الأردنية
فتتشكل في أذهانهم صورة الوطن كقلعة شامخة، لا تهزها الرياح
الاستقلال عند الأردنيين ليس حدثاً عابراً بل مناسبة تتجلى فيها وحدة الصف الوطني من الشمال إلى الجنوب ومن البادية إلى الحضر يقف الجميع تحت راية واحدة مؤمنين أن قوة الأردن في تنوعه وفي لُحمته الاجتماعية التي كانت وما زالت صمام الأمان أمام التحديات
عندما يعبر الأردنيون عن استقلالهم فإنهم يرسلون رسالة إلى العالم مفادها أن هذا الوطن الذي نشأ على قيم الثورة والكرامة سيبقى عصيًّا على الانكسار مزدهرًا بعقول وسواعد أبنائه إنها قصة وطن لم يُمنح الاستقلال هبة بل انتزعته بإرادة وكتب فصوله بتضحيات الأحرار
مجد عبد اللطيف العرود