مقالات
أخر الأخبار

العرود يكتب : حجاج بيت الله الحرام… ليتنا كنا معكم

22 الاعلامي – بقلم : مجد عبد اللطيف العرود

في هذه الأيام الجليلة تسير قلوب المسلمين قبل أقدامهم إلى مكة المكرمة هناك حيث بيت الله الحرام حيث ترتفع الأصوات بـ “لبيك اللهم لبيك” وحيث يجتمع الملايين على قلبٍ واحد يبتغون رحمة ربهم ويطلبون الغفران والرضا
وفي زحمة هذا المشهد المهيب يجلس ملايين آخرون حول العالم يرفعون أيديهم بالدعاء وتلهج ألسنتهم بالتحميد والتكبير قائلين من أعماق قلوبهم : “حجاج بيت الله الحرام… ليتنا كنا معكم”
الحج هو ذروة العبادة وخاتمة الطاعات فيه يترك الإنسان دنياه خلفه ويخلع عنه رداء الهوى ويلبس لباس التواضع ليقف في حضرة الله كما وُلد أول مرة مشاهد التلبية والسعي والوقوف بعرفة تهز القلب وتدمع لها العين لما فيها من صدق الإيمان وقوة التوجه
ومع أن الحج لا يتيسر للجميع فإن الله بلطفه ورحمته لم يحرم عباده الذين بقوا في أوطانهم من فيض هذه الأيام
فتح لهم أبوابًا واسعة من الطاعات وجعل لهم نصيبًا من القرب وإن لم تطأ أقدامهم أرض الحرم وهذا من أعظم دلائل رحمته وعدله أن جعل مواسم الخير تشمل من حج ومن لم يحج
في هذه الأيام المباركة وخاصة العشر من ذي الحجة تتنوع أبواب الخير ويتسابق المسلمون في القرى والمدن في أقاصي الأرض وأسواقها إلى الله بأعمال تُضاهي في الأجر ما يفعله الحجاج فالصيام في هذه الأيام وخاصة يوم عرفة يكفّر سنتين والذكر والتكبير والصدقة وقيام الليل وقراءة القرآن كلّها عبادات جعلها الله لنا بابًا لنيل رضاه ونحن بعيدون عن مكة لكنها قريبة في قلوبنا وكأنك معهم
حين تصوم يوم عرفةوتلهج بالذكر والتكبير وتتصدق خفية وتشعر بارتجاف قلبك في السحر وأنت تناجي الله فأنت في الطريق نفسه الذي يسير فيه الحجيج … طريق العودة إلى الله ولعل دمعة خاشعة في بلدك تُرفع بها درجاتك وتُغسل بها ذنوبك كما يُغسل الحاج في عرفات
أيها الحجاج أنتم الآن في رحاب أكرم بيت وأطهر بقعة وقد سبقتمونا بأجسادكم لكننا نلحقكم بأرواحنا ودعائنا
أما نحن فنحمد الله أن لم يغلق في وجوهنا باب القرب منه بل فتح لنا أبوابًا من رحمته في كل زمان ومكان فهنيئًا لكم حجكم وهنيئًا لنا بربٍ كريم رحيم لا يردّ من طرق بابه بإخلاص
حجاج بيت الله الحرام… ليتنا كنا معكم ولكن رحمة ربنا وسعت كل شيء

مجد عبد اللطيف العرود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى