آخر الأخبار

نهاية بدور تكتب : استغلال الأطفال في المحتوى الرقمي: مسؤولية مجتمعية وتشريعية

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم : نهاية بدور



إن ظاهرة شهرة الأطفال عبر المنصات الرقمية، والتي يروّج لها أحيانًا بعض أولياء الأمور، باتت تتطلب وقفة جادة ليس فقط على المستوى المحلي، بل على الصعيد العالمي كذلك. من الضروري أن تكون هناك قوانين صارمة وواضحة تنظم مشاركة الأطفال في المحتوى الرقمي، بحيث لا يُسمح بظهور الطفل إلا وفق شروط محددة، مثل الظهور لمرة واحدة في الشهر كحد أقصى، وذلك بهدف الحد من الانعكاسات السلبية العديدة التي قد تنجم عن هذا التكرار غير المدروس.



التقارير التي تم الاطلاع عليها حول هذا الموضوع مقلقة للغاية، وتكشف عن حجم الاستغلال الذي يتعرض له بعض الأطفال تحت غطاء “المحتوى الترفيهي”، خاصة على منصات مثل يوتيوب وتيك توك. وما يُؤسف له أن هذا النوع من الاستغلال غالبًا ما يمر دون مساءلة، رغم ما يترتب عليه من أضرار نفسية وسلوكية قد تلازم الطفل لسنوات طويلة.



إن نشر فيديوهات تتضمن أطفالًا، خصوصًا تلك التي تحتوي على محتوى غير لائق أو هابط، يُعد تصرفًا غير مسؤول، بل وجريمة بحق الطفولة يجب أن يُحاسب عليها القانون. من واجب المجتمع، لا سيما النخب والمؤثرين، أن يتحملوا مسؤوليتهم في حماية الأطفال واحترام براءتهم، بدلاً من الزجّ بهم في محتويات قد تؤثر سلبًا على نموهم النفسي والاجتماعي.



هذا السلوك لا يعكس فقط قلة وعي، بل يُظهر أيضًا غيابًا مؤلمًا للمسؤولية، وهو أمر لا يليق بمجتمع يسعى إلى حماية أطفاله وبناء مستقبل آمن وصحي لهم.