آخر الأخبار

فادي السمردلي يكتب: الأردن في المونديال تأهل المجد وبزوغ الحلم من قلب الصخر

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم فادي زواد السمردلي



اسمع وافهم الوطني افعال لا اقوال

ها هو التاريخ يفتح صفحاته على مصراعيها، ليُسجل بمداد الفخر والذهب أعظم إنجاز كروي في تاريخ الأردن، تأهل "النشامى" إلى نهائيات كأس العالم 2026، ولأول مرة يخطو الأردن إلى مسرح أعظم بطولة كروية على وجه الأرض، لا كضيف عابر ولا كحكاية مؤقتة، بل كقوة صاعدة، تنبع من إرث مجيد، وهمّة شعب، وعزيمة رجال لا يعرفون المستحيل إنه يوم أردني خالد، يوم ارتفعت فيه راية الوطن عاليًا، وزغردت فيه القلوب قبل الأفواه، واهتزت له أرواح الأردنيين من العقبة حتى الرمثا، فخرًا وعزًا واعتزازًا بانتصار طال انتظاره، فكان كما يُليق بالأردن عظيمًا، مُشرفًا، خالدًا.



إن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الرعاية الأبوية والاهتمام الدائم من جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، الذي لطالما آمن بقدرة شباب الأردن على اعتلاء المنصات، ودعم الرياضة باعتبارها جزءًا من هوية الوطن ومصدرًا لرفعته ولولي عهده الأمين، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بصمات واضحة في تحفيز الشباب على الإنجاز وتوسيع آفاق الطموح، فكان حاضرًا في كل لحظة من لحظات النضال الكروي، قلبًا وقالبًا، مؤمنًا أن الجيل الجديد قادر على صناعة المعجزات ولسمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، الذي زرع البذرة منذ سنوات، وثابر على تنمية الكرة الأردنية برؤية استراتيجية ومثابرة نادرة، كل التقدير والإجلال، فقد كان صانع الأمل وقائد التغيير الهادئ، حتى أثمرت الجهود وأينعت الأحلام.



ويقف وراء هذا الصعود التاريخي قائد فني استثنائي، المدرب المغربي القدير جمال سلامي، الذي قاد "النشامى" بذكاء وهدوء وثقة، فحوّل الفريق من طموح مشروع إلى واقع مُبهر، وجعل من كل لاعب مقاتلًا في الميدان، يعرف تمامًا أن خلفه وطنًا بأكمله يقف، وينتظر، ويؤمن. بإدارته الحكيمة وتكتيكاته الدقيقة، أعاد للكرة الأردنية روحها وشخصيتها، ورسم ملامح منتخب يليق بالشموخ الأردني، منتخب يلعب من أجل الشعار، من أجل العلم، من أجل الشعب.



اليوم، تتحدث الأرض قبل الكلمات، وتخفق القلوب قبل الأعلام، ويعلو اسم الأردن في سماء العالم، لا لأن الحظ ابتسم، بل لأن العزم صدق، والنية خلُصت، والعمل توهّج فتأهل الأردن إلى كأس العالم هو انتصار للإرادة الوطنية، وهو تتويج لجهد جماعي بدأ من القاعدة، وارتفع حتى بلغ القمة. هو وعد الأبطال إذا عاهدوا، وهو شرف لا يناله إلا من يستحق.



فليعلم العالم أن الأردن، هذا البلد الصامد الشريف، الأبي المتواضع في حجمه، العظيم في شأنه، لم يأتِ ليُكمّل عددًا، بل ليُكمّل صورة البطولة بجمال الحضور، وليُضيف بصمة جديدة في عالم الكرة، بصمة اسمها: "النشامى". اليوم، يُكتب فصل جديد في ملحمة الوطن، ويُرفع اسم الأردن عاليًا في أكبر محفل رياضي على وجه الأرض، وليكن هذا التأهل، لا نهاية حلم، بل بداية عهد من العزة والإنجاز، يُشهد فيه أن من كانت بوصلته الوطن… لا تضل خطاه أبدًا.