آخر الأخبار

العقيد المتقاعد فهد النعيمي يكتب : في ذكرى الثورة والجيش ( فخر النضال وبناء الوطن )

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم : العقيد المتقاعد فهد موفق عبد الحميد النعيمي



تحلّ علينا في كل عام ذكرى الثورة العربية الكبرى، تلك اللحظة الفارقة في تاريخ الأمة العربية التي انطلقت عام 1916 بقيادة الشريف الهاشمي الحسين بن علي، حاملةً شعار التحرر من نير الاحتلال العثماني وبعث الروح القومية والوحدة في جسد الأمة العربية. وتُعد هذه المناسبة فرصة لاستذكار التضحيات الجسام التي قدمها الأجداد في سبيل الكرامة والاستقلال، وهي مرتبطة وجدانياً بعيد الجيش العربي الأردني، الذي تأسس على مبادئ الثورة وقيمها. فقد وُلد الجيش العربي من رحم النضال الوطني، وكان رفاق الثورة نواته الأولى، فكانوا جنوداً في المعركة وقادة في بناء الوطن.



ومن بين هؤلاء القادة المجاهدين نذكر بفخر أحد أبرز رجالات الثورة وأحد المؤسسين الأوائل للجيش العربي الأردني جدي الشيخ عبد الحميد حميدي النعيمي (أبو مشهور)، الذي سجّل اسمه في صفحات المجد ببطولاته وتضحياته



إن سيرة الشيخ عبد الحميد النعيمي تجسيد حقيقي لمعاني الإخلاص والتضحية، وهي صفحة مشرقة في تاريخ الجيش العربي والثورة العربية الكبرى. وفي ذكرى الثورة، نرفع أيدينا بالدعاء لكل من ساهم في نهضة الوطن وساهم في بناء هذا الجيش الذي لا يزال على عهد الشرف والكرامة



عندما وصل الأمير عبد الله بن الحسين إلى مدينة معان في 12 تشرين الثاني عام 1920، كان الشيخ عبد الحميد النعيمي في طليعة من استقبلوه. وفي اجتماع تاريخي جمع الأمير بزعماء وقيادات وطنية، من بينهم الأمير محمود الفاعور، أحمد مريود، عبد الله الطحان، نبيه العظمة، وغيرهم، أكد الجميع على ضرورة التصدي للاحتلال ومواصلة النضال حتى تحقيق الاستقلال. وفي هذا الاجتماع، كلّف الأمير عبد الله الشيخ عبد الحميد النعيمي بتأسيس النواة الأولى للجيش العربي ومنحه رتبة “نقيب”، ليبدأ مسيرة عسكرية ووطنية خالدة.



انضم المجاهد النعيمي إلى صفوف الثورة العربية الكبرى منذ عام 1917، وكان فخوراً بأن المدفع الموجود حتى اليوم أمام قصر رغدان اشتُري من حُلي نساء عشيرته، ما دفع الملك المؤسس عبد الله الأول للقول:



“هذا المدفع يا عبد الحميد يساوي عندي ذهب الدنيا، ونساء عشيرتك سيفتخر التاريخ بهن كما افتخر بنساء الصحابة، فقد خسرن المصاغ وربحن الذكرى الطيبة.”



حياته العسكرية وتأسيس الجيش العربي



بعد عودته إلى عمان مع زملائه، بدأ الشيخ النعيمي بتشكيل اللبنات الأولى للجيش العربي الأردني، حيث عُين برتبة “ملازم أول”، ثم رُفع إلى رتبة “نقيب”. وخلال أربع سنوات، ظل مطارداً من قبل الاحتلال الفرنسي بتعاون مع السلطات البريطانية بسبب مقاومته لغزو سوريا، حتى سُلّم إلى الفرنسيين في درعا، حيث حُكم عليه بالإعدام. أعيدت محاكمته لاحقاً، وأمضى نحو أربع سنوات في سجن القلعة بدمشق، قبل أن يُفرج عنه بالعفو العام ويوضع تحت الإقامة الجبرية.



شارك في بدايات الجيش العربي الفيصلي في عام 1918، إذ اختير من قبل اللواء علي خلقي الشرايري لمرافقته إلى الهند للإفراج عن الأسرى العرب المعتقلين في معركة كوت العمارة، ومن ثم نقلهم إلى القاهرة لتدريبهم، ثم إلى العقبة للالتحاق بالجيش الفيصلي. وخدم النعيمي لاحقاً كضابط في سلاح الدرك الاحتياطي، ثم في القوة السيارة، وشارك في تأسيس وحدات عسكرية كانت النواة الأولى للجيش الأردني.



وفي فترة العهد الفيصلي، خدم مع القائد جعفر العسكري ضمن القوات التي امتدت من البلقاء إلى تبوك، وشغل منصب “أركان حرب الفرقة الثانية” في عمان. واستمر في خدمة الجيش حتى عام 1924، وشارك في صد الغزوات النجدية الوهابية، أبرزها معركة عام 1922 حين تصدى مع القوات العربية والإنجليزية لهجوم مفاجئ على قبائل شرقي الأردن، مما أدى إلى هزيمة المعتدين.



وصيته



اختتم الشيخ عبد الحميد النعيمي مسيرته الحافلة بنصيحة للأجيال العربية كافة، داعياً إلى التحلي بالصدق والإخلاص والتجرد في خدمة الوطن، قائلاً:



“إنني أرجو الله، وقد جاوزت الثمانين من عمري، أن يأخذ بيدكم تحت راية القيادة الهاشمية وسيد البلاد الحسين بن طلال المعظم إلى ما فيه خير الأمة. وأسأل الله أن يوفق جنود العرب لرفع راية النصر والتحرير، بعون الله، والله الموفق.”



ومن هنا افتخر واعتز بأنني حفيد احد قادة الثورة العربية الكبرى و احد مؤسسي الجيش العربي وكذلك أنني خلقت اردنيا هاشميا وخدمت كضباطا في الأجهزة الامنية



العقيد المتقاعد فهد موفق عبد الحميد النعيمي