22 الاعلامي - بقلم : صالح السقار
في وقتٍ يمر فيه العالم بواحدة من أعقد مراحله السياسية والأمنية ومع تصاعد وتيرة الصراعات العسكرية في الشرق الأوسط وقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين صوت الحكمة والعدالة أمام البرلمان الأوروبي ليُعيد رسم ملامح الطريق نحو السلام مستندًا إلى إرث هاشمي متجذر في القيم والمبادئ الإنسانية.
خطاب جلالته لم يكن مجرد كلمات سياسية بل كان بيانًا إنسانيًا عالميًا حمل في طياته روح العدل وصوت الشعوب التي أُنهكت من ويلات الحروب وبوصلة أخلاقية في زمن طغت فيه الحسابات العسكرية على الإنسانية.
لقد قدّم جلالة الملك مقاربة نادرة في الواقعية السياسية إذ أكد أن السلام الحقيقي لا يُبنى على فوهات البنادق ولا يُفرض بالخوف والهيمنة بل يتجذر في القيم المشتركة التي توحد البشرية كالتسامح والاحترام المتبادل وكرامة الإنسان. هذا الخطاب لم يكن فقط شهادة على تمسك الأردن بخط الاعتدال بل كان صرخة في وجه المجتمع الدولي بأن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة بل جريمة أخلاقية وإنسانية تهدد القيم التي تأسس عليها النظام الدولي.
جلالة الملك ومن خلال خطابه العميق ذكّر أوروبا والعالم بأن الأردن لم يتخلَّ يومًا عن مبادئه وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس لم تكن يومًا مجرد مسؤولية سياسية بل التزام تاريخي وأخلاقي لحماية التنوع الديني والروحي في أقدس بقاع الأرض.
وفي خضم التصعيد الإقليمي الذي بات يهدد بتوسّع رقعة الحرب لتشمل إيران ودولاً أخرى أطلق الملك تحذيره الصريح "لا أحد يعلم أين ستتوقف حدود هذه المعركة لكن ما نعلمه أن شعوبنا هي التي ستدفع الثمن". وهذا ليس خطاب تخويف بل تنبيه صادق من قائد يعرف جيدا خطورة العبث بالاستقرار العالمي.
الأردن بقيادة جلالة الملك، يطرح طريقًا بديلًا عن الجنون طريقًا سلكناه سابقًا وسنعود إليه إذا امتلكنا شجاعة القرار. إنه طريق السلام السلام القائم على العدالة لا الاستسلام السلام القائم على القيم لا المصالح الضيقة.
وختامًا، فإن خطاب جلالة الملك في البرلمان الأوروبي ليس فقط انتصارًا للدبلوماسية الأردنية بل هو تعبير نقي عن الدور التاريخي للمملكة كصوت للحق في عالم مضطرب
إنها لحظة تليق بقائد بحجم عبدالله الثاني، قائد لا يساوم على القيم ولا يصمت على الظلم ويقود وطنه بثبات في عاصفة متلاطمة الأمواج.
حفظ الله الاردن وطناً عزيزاً تحت ظل الراية الهاشمية راية جلالة الملك عبدالله بن ابن الحسين المعظم وحفظ الله ولي العهد الأمين وسمو الأمير الحسين بن عبدالله المعظم