آخر الأخبار

سلهب تكتب : من طهران إلى واشنطن… نار أشعلتها تل أبيب

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم: آلاء سلهب التميمي / ناشطة سياسية وإعلامية



لم تعد قرارات نتنياهو تُحسب في إطار السياسة، بل باتت تُفهم في سياق الانتحار الجماعي الذي يجرّ إليه المنطقة والعالم.



فالحرب التي اندلعت مؤخرًا بين إسرائيل وإيران ليست مواجهة عسكرية تقليدية، بل مغامرة متهورة تقودها حكومة يمينية متطرفة، تتصرف وكأنها خارجة عن أي منطق دولي، أو حتى مصلحة قومية.



هذه ليست حربًا “دفاعية” كما يدّعي الإعلام الغربي، بل حرب استباقية عدوانية هدفها دفن كل خصوم إسرائيل في المنطقة دفعة واحدة.



وبدلاً من إدارة الصراع بميزان العقل، قرر نتنياهو فتح كل الجبهات، من غزة إلى لبنان، ومن سوريا إلى طهران، في محاولة يائسة لتثبيت حكومته المترنحة، وإسكات الأصوات الداخلية التي تعارضه، بل وتحمّله مسؤولية عزل إسرائيل دوليًا.



لكن المقلق ليس اندلاع الحرب بحد ذاته، بل ما وراءها فإسرائيل تحاول دفع الولايات المتحدة إلى حرب شاملة مع إيران، من خلال خلق أمر واقع لا يمكن التراجع عنه.



وهذا بحد ذاته وصفة جاهزة لكارثة إقليمية بل لحرب عالمية ثالثة.



الولايات المتحدة، ورغم كل الحذر الذي أبدته في السنوات الماضية، تجد نفسها الآن أمام خيارين أحلاهما مرّ.



إما أن تجرّها إسرائيل إلى مستنقع صراع دموي جديد لا يشبه العراق ولا أفغانستان، أو أن تتخلّى عن حليفتها التقليدية وتعيد حساباتها الإستراتيجية في الشرق الأوسط.



السؤال الذي يُطرح الآن من أعطى نتنياهو حق إشعال حرب قد تُغير ملامح العالم؟



ومن سمح لحكومة احتلال أن تقرر نيابة عن الجميع مصير الملايين، وتفتح أبواب الجحيم دون استشارة حتى أقرب حلفائها؟



في هذه اللحظة، نحن لا نتحدث فقط عن أمن إسرائيل أو إيران، بل عن مستقبل المنطقة بأسرها، وعن سلام العالم الذي بدأ يتصدّع تحت أقدام مغامرات مراهقة.



وما يدعو للأسف أن بعض العواصم الغربية، بدلاً من كبح جماح نتنياهو، تكتفي بالتصريحات “القلقة” و”الدعوة إلى التهدئة”، بينما الطائرات الإسرائيلية تخرق السيادة وتستفز الحلفاء وتقتل المدنيين، وتدفع إيران – وغيرها – إلى الرد.



لكن إيران ليست وحدها في المعادلة.



غزة، لبنان، سوريا، العراق، اليمن… كلهم أطراف موجودة، وكلهم سيشتعلون إن اشتعلت.



وإن انزلقت المنطقة إلى حرب واسعة، فإن العالم بأسره سيدفع الثمن.



لا أحد سيكون بمنأى عنها لا أوروبا، ولا واشنطن، ولا حتى أولئك الذين يراهنون على الحياد.



إن ما نعيشه اليوم هو لحظة فاصلة.

إما أن يتدارك العالم جنون حكومة الاحتلال، ويضع لها حدًا قبل أن تحرق المنطقة والعالم معها،

أو أن ننتظر انفجارًا لن يُبقي شيئًا من النظام العالمي الهشّ الذي نعرفه.