22 الاعلامي - بقلم :
د. محمد يوسف حسن بزْبز
سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي
في رحاب الوطن، حيث ينبت الحلم على تراب العز ويسقيه عرق المخلصين، تتجلى وزارة التربية والتعليم كقمة وطنية تشع نورًا وإتقانًا، وترسم خطى ثابتة نحو غد أجمل.
وفي موسم امتحان الثانوية العامة لعام 2025، تفرض الوزارة حضورها كبيت خبرة، ومرجع أمان، وقائد مسيرة، تتشابك فيه الخطط والتفاصيل لتصنع من ذلك المحك التعليمي مرآة للتقدير والكفاح.
إنه ليس مجرد امتحان... بل ملحمة انتظام وتفانٍ، تحاك فيها خيوط الإجراءات الدقيقة، وتتكامل فيها المسؤوليات من أعلى سلم القرار إلى آخر قاعة اختبار.
وزارة التربية والتعليم... ليست منظمة فقط، بل رائدة، تعيد صياغة معنى "الامتحان الوطني"، فتجعله مسيرة انضباط وعدالة وكرامة لكل طالب وطالبة.
قادت الاستعدادات بشفافية، وأدارت الفرق بحرفية، ووجهت الميدان بخطط استراتيجية لم تترك ثغرة إلا وسدتها، ولا طارئًا إلا واحتاطت له.
تناغم مبهر بين الإدارة المركزية والواحات التعليمية في كل محافظة، يشبه السيمفونية التي لا تختل فيها نغمة.
حيثما تجول عينك في ميدان الامتحان، تلمس أثر العمل الجماعي، وتشهد انسيابية الإجراءات، وتستشعر فخر الدولة بجهودها.
في كل مقعد طالب، وفي كل ورقة اجتهاد، تسكن قصة تنظيم لا يريد إلا العدالة، وتسود نفس ترى في العلم سلم النهوض.
كيف لا نفتخر، وقاعات الامتحان تُدار بأعلى معايير النزاهة والجودة؟ وكيف لا نباهي، وكل محطة في هذه الرحلة تشهد بالتخطيط والرؤية الثاقبة؟
أرقام الجلسات، وتكييف التقنية، وآليات التوزيع، وإدارة الأزمات، وكل ذلك ينبئ عن جهاز تعليمي يعي حجم المسؤولية ويرفع شعار: «للعدالة وجوه نصنعها».
وما كان ذلك ليكون لولا كوادر الوزارة، وقيادتها التي تسهر على كل تفصيل، وترفع راية الشفافية والمسائلة في كل مضمار.
ومن وسط التنظيم تنبت فرص التطوير، فالتقييم الإلكتروني، ورقمنة البيانات، والإشراف الذكي، كلها تدل على حسن التوجه ووعي الزمان.
وفي سنة 2025، كانت الامتحانات نقطة ضوء تتسع، ومعلمًا للدول التي تتطلع إلى نظام تعليمي يحسن الزراعة والحصاد.
هناك، في كل ركن من قاعات الامتحان، وفي كل مديرية ومدرسة، يُسجل لوزارة التربية والتعليم شهادة كفاءة وريادة تستحق أن تُروى.
إنه امتحان... لكنه في كنف وزارة تستحق أن توصف بأنها «معمل النجاح ومقداح الرقي».
فشكرًا لكل يد أخلصت، ولكل عين سهرت، ولكل قلب نبض بحب الوطن من موقعه في خدمة هذه الرحلة العظيمة.
وإلى وزارة التربية والتعليم، نقول: كنتم وما زلتم الركازة التي نبني عليها أمل الأمة.