22 الاعلامي - بقلم : د. محمد يوسف حسن بزْبز / سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي
في زمن تتغير فيه المعايير، وتتسارع فيه الخطوات، ويصبح التميز فيه لغة النجاة والاستمرار، تتجلى "جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي" كنموذج ريادي فريد، جسد الإرادة الملكية العازمة على إحياء الروح التربوية، وتكريم الجهود التي تتفانى في خدمة التعليم.
وما هي هذه الجمعية إلا بوصلة وطنية، توجه الأنظار نحو صناع الفارق، وحماة القيم، ورسل المعرفة، الذين حملوا على عواتقهم رسالة النهوض بالتعليم، وصقل الهوية، وترسيخ الانتماء، وبناء الوعي الجمعي.
مفاهيم المجد ورؤية القيادة؛ ليست الجمعية مجرد إطار تنظيمي، ولا منصة للتكريم البراق، بل هي فكرة تجذرت في روح الملكة رانيا العبدالله الملهمة، التي آثرت أن يكون للمعلم كلمة، وللمبدع مكانة، وللعامل في الظل ضوء يسطع في السماء.
تأتي الجمعية برؤية واضحة، ومهمة نبيلة، تسعى لإطلاق طاقات التربويين، وإبراز نماذج التميز، وتحفيز الميدان التعليمي لمسيرة إبداع مستمر.
أعمال تشهد ونتائج تبهر؛ لم تكن الجمعية شاهدًا صامتًا، بل صانعة للتغيير؛ أطلقت الجوائز، ونفذت البرامج، وقادت المبادرات، وخطت الطريق نحو مواطن التأثير.
من جائزة المعلم المتميز، إلى المدير، فالمرشد، وجائزة المدارس الداعمة للتميز للمدارس المشاركة في جوائز وبرامج جمعية الجائزة، بدءًا من المشاركة في جوائز التميز التربوي، وتفعيل برنامج بيئتي الأجمل، وتبني حقيبة الرياضيات، ورفد المكتبة الإلكترونية بالفيديوهات التربوية، وصولًا إلى تبني الحلول المتميزة المطبقة، لم تترك الجمعية أحدًا خلفها، بل أشركت الجميع في ميثاق التميز، ورفعت السقف أمام كل من يسعى للريادة.
فالجمعية تزرع الأمل، وتجني ثمار التأثير، وتخرج القيادات التربوية، وتكرم المبدعين، وتخصب أرض الوطن بإرث المعرفة.
في كل محافظة؛ رواية تميز، من السلط إلى العقبة، ومن الكرك إلى المفرق، كان للجمعية أثر يشبه الضوء الذي ينتشر في صباح الوطن، تزور المدارس، وتحاور التربويين، وتقيّم المبادرات، وتقدم التغذية الراجعة، وتبني جسور المعرفة.
لا تقف عند حدود التكريم، بل تسعى لتحويل المتميز إلى قائد، والمبادر إلى ملهم، والفائز إلى صوت يخاطب الوطن بكل لغات الوعي.
الجمعية والمستقبل؛ شراكة بالحلم، إن الرؤية الملكية لجلالة الملكة رانيا تشكل أفقًا استراتيجيًا، تواصل الجمعية من خلاله التطوير، وتستجيب للتحديات، وتطور الأدوات، وتوسع نطاق الأثر.
فصارت الجمعية شريكًا للمؤسسات الوطنية، والجهات التعليمية، والمنظمات الدولية، وتطورت مناهج التقييم، وانفتحت على التعلم الرقمي، وعرضت نتائجها على طاولة السياسة التربوية.
سفراء الجائزة أصوات الريادة؛ ومن ثمار هذه الرحلة النبيلة، برز "سفراء الجائزة"، وهم نخبة من الفائزين والمبدعين، حملوا الرسالة بلا كلل، وبثوا روح التميز في كل محراب علم، ونادوا بالقيمة والقصد، وبنوا جيلًا يؤمن أن التفوق يُزرع ولا يُهدى.
إن "جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي" ليست مجرد مبادرة، بل هي قصيدة حب في حق التعليم، وقصة نجاح مكتوبة بحروف الإخلاص، وجهاد نبلاء في سبيل رقي الأمة.
فتحية لكل يد ساهمت، ولكل فكر أضاف، ولكل روح آمنت، ولكل ساعٍ في درب التميز.
وباسم كل معلم تفانى، وكل قائد تطلع، وكل طالب أمل، نقول:
شكرًا جمعية جائزة الملكة رانيا... لكم معنى يتعدى الكلمات.