22 الاعلامي - بقلم : مجد عبد اللطيف العرود
في كل مرة تنادينا فيها الإنسانية يثبت الأردني أنه ابن المروءة وصاحب الواجب لا يتأخر، ولا ينتظر دعوة.
وهكذا هم أبطال الدفاع المدني الأردني، عندما ارتفعت ألسنة اللهب في أحراج سوريا لم يترددوا للحظة فهبّوا كعادتهم رجالًا بحجم الوطن… ومواقفهم بحجم الأمة.
ليست المرة الأولى التي يضرب فيها الدفاع المدني الأردني مثالًا في التضحية والعطاء، لكنه في هذه الفزعة للأشقاء السوريين قدّم صورة مضيئة جديدة تضاف إلى سجل الشرف والرجولة.
سارعوا لإخماد النيران التي أكلت الأشجار والتهمت أحلام الناس لكنهم وقفوا بوجه النار وكأنهم يحرسون وطنهم، لأن الأردني حين يهبّ لا يعرف الحدود ولا تعنيه المسافات.
الروح الأردنية كانت هناك تحمل خراطيم المياه وقلوبها مغموسة بالرحمة وعزيمتها مشبعة بالإيمان بوحدة الدم والمصير.
إنها ليست مجرد مهمة إنقاذ بل رسالة أخوّة تقول للعالم إن الأردنيين لا يقفون موقف المتفرج على معاناة الجار بل هم أول من يمد يده وأول من يلبي نداء الواجب.
نعم… شكراً لأبطال الدفاع المدني الأردني، لأنكم بحجم الوطن… ولأنكم أبناء مدرسة الهاشميين في الشهامة والنجدة.
ما فعلتموه في سوريا هو صفحة جديدة من مجدكم، ودرس لكل من ظنّ أن الإخوة تُقاس بالكلمات فقط.
وفي زمنٍ تكثر فيه الحرائق ليس فقط في الغابات بل في الضمائر والمواقف أثبتم أن الأردن سيبقى منارة للنخوة وبيتًا لكل مستغيث
مجد عبد اللطيف العرود
