22 الاعلامي - بقلم فادي زواد السمردلي
في عمق المجتمع الأردني، حيث تتشابك التقاليد العريقة مع نبض الشباب الطموح، تتشكل صورة الرأي العام الوطني كمرآة حقيقية لأحاسيس الناس وتطلعاتهم، فهو أكثر من مجرد رأي أو موقف، إنه نبض حياة وطن بأكمله فصناعة هذا الرأي العام ليست مجرد عملية إعلامية أو سياسية، بل هي فن يتطلب فهمًا دقيقًا لشعبنا الأردني بكل تفاصيله، وحساسية تجاه القضايا التي تمس يومياته وأحلامه الأردن الذي وقف على مر التاريخ صامدًا أمام التحديات الكبرى، لم يكن ليصل إلى هذا المستوى من الصلابة إلا عبر تلاحم شعبه وإيمانه الراسخ بوحدته، وهذا الانتماء هو رأس المال الحقيقي الذي يجب أن نعتني به عند صناعة الرأي العام الوطني.
رسالتنا الوطنية التي نوجهها يجب أن تتسم بالصدق والوضوح، وأن تعكس روح الأردنيين الذين عاشوا ويعيشون في ظل ظروف صعبة، لكنهم دائمًا ما يجدون في الوحدة والقيم المشتركة ملاذًا وأملًا فهذه الرسالة لا يمكن أن تنتشر إلا عبر قنوات تلامس واقع الناس، من الإعلام التقليدي الذي يشكل جسراً مع الأجيال الأكبر، إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تلتقط نبض الشباب وتطلعاتهم، حيث يمكن أن تتحول الأفكار إلى حراك شعبي حقيقي يُحدث الفرق وفي هذا السياق، دور رموز المجتمع، من مثقفين وأكاديميين وفنانين، لا يقل أهمية، فهم يمتلكون القدرة على التأثير العميق في وجدان الناس، وإحياء الروح الوطنية في أبهى صورها.
لكن صناعة الرأي العام لا تقتصر على مجرد نقل الرسائل، بل هي دعوة للمشاركة الحقيقية، فالوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هو كيان نبنيه بأيدينا، ومسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع لذلك، يجب أن تتجاوز حملات التوعية حدود الكلمات، لتشمل الفعل والمبادرات المجتمعية التي تعزز التلاحم وتعكس القيم التي نريد أن نعيشها حين يشعر المواطن الأردني بأن صوته مسموع، وأن جهوده جزء من مسيرة وطنية كبيرة، يبدأ هنا بناء رأي عام مستنير وقوي، قادر على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص.
في النهاية، صناعة الرأي العام الوطني الأردني هي بناء مستمر ومتجدد، يجمع بين الفهم العميق للواقع، والقدرة على التواصل بلغة مشتركة، والالتزام بالعمل المشترك من أجل وطنٍ أكبر وأشمل فهذا الرأي العام هو الحصن المنيع الذي يحمي الوطن، واليد التي تبني المستقبل، والروح التي تحافظ على هويتنا الوطنية الأردنية في وجه المتغيرات. وهكذا، يصبح الرأي العام الوطني الأردني أكثر من مجرد ظاهرة اجتماعية، بل هو تعبير حي عن حب الأردن، وعن إيماننا جميعًا بأننا معًا نصنع وطننا وندافع عنه بكل فخر واعتزاز.