22 الاعلامي - بقلم: أ. آلاء سلهب التميمي
في خضم الأحداث المؤسفة التي شهدتها دولة سوريا الشقيقة وفي محافظة السويداء مؤخرًا، تبرز ملامح مشروع واضح وخطير تقوده جهات خارجية، هدفها الأول والأخير زرع الفتنة والانقسام داخل الجسد السوري الواحد، مستغلة تنوعه الديني والمذهبي، وخاصة بين مكوّناته الأصيلة كالدروز وغيرهم من أبناء الوطن الواحد.
ومن المؤسف أن نرى محاولات مدروسة لتأجيج النزعة الطائفية في منطقة عُرفت تاريخيًا بثباتها الوطني، وبتماسك نسيجها المجتمعي، حيث لم تكن يوماً ساحة للتطرف ولا حاضنة للفتن، بل شكّلت حصنًا منيعًا في وجه الاحتلال والعدوان، ورافعة وطنية للدفاع عن وحدة سوريا الشقيقة أرضاً وشعباً.
وما يحدث اليوم في السويداء ليس إلا فصلًا جديدًا من المخطط الصهيوني الأكبر، الذي تسعى فيه “إسرائيل” لتفتيت ما تبقّى من وحدة الشعوب العربية.
فكما غذّت الانقسام في لبنان، وساهمت في الفوضى بالعراق، فهي اليوم تلعب لعبتها القديمة الجديدة: “فرّق تسد”.
إن نتنياهو ومن خلفه أدوات المشروع الصهيوني لا يهمهم استقرار سوريا ولا سلامة أبنائها، بل يهمهم أن تتناحر الطوائف والمذاهب، وأن تُشغل الشعوب بنفسها، ليتسنى لهم التوسع، والهيمنة، وشرعنة وجودهم على أنقاض الخلافات العربية.
ولكننا نقولها بوضوح، أسلوبكم مكشوف، ومشروعكم مرفوض.
شعوبنا باتت أكثر وعيًا، ولم تعد تنطلي عليها شعارات الحرية الزائفة وازدواجية المعايير التي تخفي خلفها مخالب الفوضى والدمار.
وندعو أهلنا في السويداء، دروزًا وعربًا، مسلمين ومسيحيين، أن يتمسكوا بحكمة الشيوخ وعقلاء القوم، وأن لا يسمحوا بتحويل محافظتهم إلى ساحة صراع.
فكل قطرة دم تُسفك، هي ربح صافٍ للمشروع الصهيوني، وخسارة لمستقبل الأمة.
سوريا الشقيقة ستبقى موحدة، قوية، متماسكة، رغم كل المؤامرات.
والاحتلال لن ينمو إلا على رماد الفتن، فالنحرمه من هذا الرماد، ولنجعل وعينا هو السلاح في وجه كل محاولة لتقسيمنا.