22 الاعلامي - الاء ابو هليل
بعد الحريق الكبير الذي اندلع مؤخرًا في منطقة وادي الشام بمحافظة جرش، جدّد عدد من البيئيين والمختصين في مجال الغابات والزراعة دعوتهم إلى تكثيف الجهود الوطنية والمجتمعية للحد من حرائق الغابات التي باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا للثروة الحرجية في المحافظة.
وقال المختص البيئي عضو مبادرة البيئة تجمعنا الصحفي حسام العتوم إن حريق وادي الشام الذي التهم مساحات واسعة من الأشجار الحرجية والأعشاب الجافة، يمثل جرس إنذار يستوجب تحركًا سريعًا على كافة المستويات للحد من تكرار مثل هذه الكوارث البيئية، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة.
وأكدت رئيسة جمعية جراسيا جليلة الصمادي أن محافظة جرش، التي تضم واحدة من أكبر وأهم الغابات الطبيعية في المملكة، تعاني بشكل متكرر من حرائق صيفية تعود لأسباب بشرية وطبيعية، مشيرة إلى أن غابة دبين ووادي الشام وساكب من أكثر المناطق عرضة للخطر.
وأضاف التربوي الدكتور باسم عضيبات أن غياب إجراءات الوقاية الدائمة، وضعف الجاهزية في بعض المناطق، يساهم في اتساع رقعة النيران، داعيًا إلى تبني خطة طوارئ بيئية متكاملة تشمل الرقابة المستمرة، وتحديث أدوات الإطفاء، وتدريب فرق الحراج والدفاع المدني على الاستجابة السريعة.
و دعا الناشط الشبابي سيف بني مصطفى، إلى إطلاق حملات توعية موسعة تستهدف الأهالي والمتنزهين، وتوضح لهم مخاطر إشعال النيران والتصرفات غير المسؤولة، التي غالبًا ما تكون سببًا في نشوب الحرائق.
وأشارت عضو الهيئة الادارية في جمعية البيئة فريال بني مصطفى إلى أهمية إزالة الأعشاب الجافة، وتنفيذ خطوط نار عازلة، وزيادة عدد أبراج المراقبة والكاميرات الحرارية في الغابات المعرضة للخطر، مشددًة على ضرورة إشراك المجتمع المحلي في مراقبة الغابات والإبلاغ عن أي ممارسات مشبوهة.
وقالت مديرة زراعة جرش الدكتورة علا المحاسنة إن المؤشرات الاولية تشير الى أن الحريق مفتعل، حيث ان النيران اشتعلت في الوقت نفسه في عدة مواقع متفرقة مبينه ان الحريق اتى على مساحة تتجاوز 200 دونم من الأراضي الحرجية، فيما بلغ عدد الأشجار المعمرة التي تعرضت للاحتراق نحو 1400 شجرة .
وأضافت أن موقع الحريق هو في الغابة نفسها التي تعرضت للحريق المفتعل قبل عامين، والذي استمر خمسة أيام متواصلة، مما استدعى تدخلا سريعا من الأجهزة الأمنية وبدء التحقيقات الفورية لإلقاء القبض على الفاعلين وإيقاع أشد العقوبات بهم، وتشكيل لجان متخصصة لتحديد أسباب الحريق، حيث سيتم إعلان النتائج فور انتهاء عمل اللجان .
وأوضحت المحاسنة أن كوادر الزراعة قامت على الفور برصد الحريق من خلال أبراج المراقبة والدوريات، واتخاذ إجراءات فورية، وأهمها التشبيك مع الدفاع المدني وكوادره بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية لغاية إطفاء الحريق بأسرع وقت ممكن والسيطرة عليه، رغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط بهم، لا سيما أن منطقة الحريق شديدة الوعورة والتضاريس، والوصول إليها يتطلب تدخلا سريعا من خلال قطع الأشجار وفتح طرق وخطوط نار من أجل الوصول إلى موقع الحريق ومنع انتشاره، والتعامل بحرفية مع الرياح الشديدة ودرجات الحرارة المرتفعة.
وأكد محافظ جرش الدكتور مالك خريسات أن الجهات المعنية في المحافظة تحركت بشكل فوري للتعامل مع الحريق الذي اندلع في منطقة وادي الشام، مشيرًا إلى أن فرق الدفاع المدني والحراج بذلت جهودًا كبيرة للسيطرة على الحريق والحد من انتشاره.
وأوضح خريسات أن غرفة الطوارئ في المحافظة تابعت تطورات الحريق أولًا بأول، وتم تفعيل خطط الطوارئ بالتنسيق مع الأجهزة المختصة، حيث تم الدفع بآليات إطفاء إضافية وتعزيز الفرق الميدانية للسيطرة على النيران بأسرع وقت ممكن.
وأضاف أن الحريق تسبب بخسائر بيئية كبيرة، تمثلت في احتراق مساحات من الأشجار الحرجية والأعشاب، مؤكدًا أن لجنة فنية تم تشكيلها لتقدير الأضرار بشكل دقيق، والعمل على إعادة تأهيل المناطق المتضررة بالتعاون مع وزارة الزراعة والإدارات المعنية.
وشدد المحافظ خريسات على أن التحقيق جارٍ لتحديد أسباب الحريق، وفي حال ثبت وجود شبهات مفتعلة أو إهمال، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتسببين، مبينًا أن المحافظة لن تتهاون مع أي تجاوزات تهدد السلامة البيئية أو الغابات الطبيعية.
كما دعا خريسات المواطنين والمتنزهين إلى التعاون مع الجهات المختصة، والإبلاغ الفوري عن أي حرائق أو تصرفات قد تؤدي إلى إشعالها، مشيرًا إلى أن حماية الغابات مسؤولية جماعية تتطلب الوعي والتزام الجميع.
واكد على أن محافظة جرش ستواصل العمل على رفع جاهزيتها وتعزيز فرق الحراج والدفاع المدني بالمعدات والكوادر، مع التركيز على التوعية المجتمعية والإجراءات الوقائية، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.
بعد حريق وادي الشام .. بيئيون ومختصون يدعون إلى تعزيز الجهود للحد من حرائق الغابات في جرش
الإثنين - pm 11:39 | 2025-07-21
22 الإعلامي -






