آخر الأخبار

العرود يكتب : الإنزالات الجوية الأردنيه … ليست مسرحيات يا حيه

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم : مجد عبد اللطيف العرود



في الوقت الذي يصرخ فيه أطفال غزة من الجوع ، وتتعالى آهات الجرحى تحت الركام ، كان من المنتظر أن تتوحد الأصوات خلف كل يد امتدت لإغاثة أهلنا هناك، لا أن نسمع ممن يدّعون تمثيل المقاومة، كلامًا مجافيًا للحقيقة ، كالذي قاله خليل الحية .

خليل الحية وصف الإنزالات الجوية الأردنية بالمسرحية !

أي مسرحية تتحدث عنها يا رجل؟

هل أصبحت النخوة الأردنية والدم العربي مسرحًا بنظرك ؟

هل تعلم أن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، لم يكتفِ بإصدار الأوامر ، بل خاطر بنفسه ، وقاد جهود الإغاثة من الصف الأول ؟

هل تعلم أن أبناءه ، ولي العهد الأمير الحسين ، وشقيقته الأميره سلمى ، رافقوا الطائرات العسكرية الأردنية المحمّلة بالمساعدات، متحدّين الخطر في سماء محاصَرة ، ليكونوا بين جنودهم، يداً بيد، من أجل فلسطين؟

تلك الإنزالات لم تكن مجرد شحنات تسقط من الجو ، بل كانت موقفًا إنسانيًا وشهامة هاشمية لا يعرفها من تعوّد على الخطابات المعلّبة والشعارات الجوفاء .

الأردن لم يكن يومًا متفرجًا .

من معارك القدس في 1948 ، إلى احتضان اللاجئين ، إلى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ، إلى الموقف السياسي الثابت في المحافل الدولية ، وحتى آخر كيس طحين تم إنزاله جوًا فوق غزة الجريحة — الأردن حاضر ، وملك الأردن يقف دائمًا في الصف الأول ، لا يبحث عن ضوء ، بل عن نجاة لشعب يعاني .

أيها الحية، قبل أن تُهاجم من قدّم ولم يساوم ، كان الأحرى بك أن تسأل : أين من أغلق المعابر؟ من منع القوافل؟ من جعل شحنات الأدوية تنتظر على الحدود حتى فسدت؟

أما الأردن ، فلم يسأل عن منطقة ، أو فصيل ، أو راية… بل قدّم لغزة لأنها غزة ، لأنها فلسطين ، لأنها وجعنا جميعًا.

الإنزالات الجوية الأردنية ليست مسرحيات .

هي دروس في الرجولة ، والإنسانية ، والقيادة الحقيقية التي لا تزايد ولا تتاجر .

فاصمتوا قليلاً… احترامًا لمن يمدّ يده إليكم وأنتم تغرزون الخناجر في الظهر .

مجد عبد اللطيف العرود