22 الاعلامي - بقلم : عمر الطراونة
اعتدنا أن نرى بعض المسؤولين بشخصية برجوازية على هيئة نمطية، تتسم ردوده بالأنفة، وبعضهم يغلق أبواب مكتبه أمام الناس.
هذا النموذج النمطي رسّخ صورة ذهنية سلبية عن المسؤولية العامة، حيث يغيب التفاعل المباشر، وتضعف روح المواطنة، وتغيب مفاهيم الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص.
لكن، في بلدية الزرقاء الكبرى، وتحديدًا في دائرة الأشغال والمشاريع، نجد نموذجًا مختلفًا تمامًا. نموذج يحتذى به في العمل المؤسسي، يقوم على التشاركية، ويستند إلى القرار الصائب، وروح الفريق الواحد، واحترام المتشاركين في العمل من القطاع الخاص.
وحين تأملت هذا النجاح، وجدت أن الفضل فيه يعود إلى من يقود هذه الدائرة بحكمة واتزان ومسؤولية. شخصية قادرة على تحقيق التوازن بين المصلحة العامة وعدم الإضرار بالقطاع الخاص، وتفعيل مبدأ المواطنة الحقيقية من خلال العمل لا الشعارات.
أتحدث هنا عن المهندسة الفاضلة رولا العامري، التي تقود دائرة الأشغال والمشاريع بروح المسؤول القريب من الناس، الحاضر في الميدان، والمُلم بتفاصيل الواقع، والمؤمن بأهمية الشراكة الفعلية. إلى جانب كادر هندسي متميز، ولجان إشراف تنسجم في رؤية واحدة نحو النجاح المؤسسي، في خطوط أفقية متكاملة، تحقّق الهدف العام بروح الفريق.
إن ما نراه في هذه الدائرة يعكس مضمون الأوراق النقاشية التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله، والتي تُعدّ مرجعًا في تعميق الهوية الوطنية، وترسيخ قيم المواطنة، وتعزيز دور الشباب، والتفاعل مع العولمة ضمن منظور شمولي في الخط الأفقي كما أشار جلالته في مقالاته الدولية.
نحن بحاجة إلى نماذج قيادية مثل المهندسة رولا العامري، تحمل فكرًا وطنيًا عمليًا، وتطبّق مفاهيم المسؤولية بوعي، بعيدًا عن الاستعراض أو التنظير. كما أننا بحاجة إلى تسليط الضوء على النجاحات لا فقط على الإخفاقات، فجلد الذات لا يبني وطنًا، بينما الإشادة بالنجاح تُلهم وتُحفّز وتُضيء الطريق للآخرين.
حفظ الله الأردن، وأدام علينا وحدتنا الوطنية، وبارك في أبناء الوطن الحقيقيين.