آخر الأخبار

الجبور يكتب : رسالة مفتوحة إلى وزارة الثقافة والجهات المعنية بالمشهد الثقافي الأردني

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم : ‏بقلم: أحمد الجبور / ‏رئيس جمعية السوسنة والدحنون للثقافة والفنون



‏من قلب المشهد الثقافي الأردني، ومن تجربة ميدانية تمتد لسنوات، نرفع هذه الرسالة إلى أصحاب القرار في وزارة الثقافة، وإلى كل من يعنيه أمر الثقافة بوصفها إحدى ركائز الهوية الوطنية، لا ترفاً أو نشاطاً هامشياً.



‏قبل خمس سنوات، انطلقت جمعية "السوسنة والدحنون للثقافة والفنون" من إيمان عميق بدور الفعل الثقافي في بناء المجتمع وصون القيم، فلم تكن الغاية منصباً أو لقباً، بل سعياً دؤوباً لترسيخ مشروع ثقافي وطني خالص، بدأناه بإمكاناتنا الذاتية، من وقتنا وجهدنا وقوت أهلنا، واضعين نصب أعيننا هدفاً واحداً: أن نُنتج ما يليق بهذا الوطن، ونُجسّد رؤيته الإبداعية في ميادين التمثيل، والإخراج، والإعلام، والموسيقى، والصورة.



‏نحن في السوسنة والدحنون للثقافة والفنون نمتلك طاقات شبابية واعدة وحالمة، ولديها الكفاءة على العمل بتقنية عالية. لدينا فنانو تمثيل، ومخرجون، ومطربون، ومصورون ومصورات، ولدينا إعلامية مجتهدة دائمة العطاء.



‏طوال هذه السنوات، لم نطلب امتيازات، ولم نطرق الأبواب طمعاً في منافع، بل سعينا بشغف وإيمان إلى إثبات حضورنا من خلال عمل جاد ومتكامل، ارتكز على التطوع، وعلى طاقات شبابية مؤهلة ومبدعة، آمنت بأن العمل الحقيقي لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى من يُصغي إليه بعين المسؤولية.



‏لقد تقدّمنا بمشروعات عدة، من بينها مشروع مهرجان سينمائي أردني يحمل بصمة شباب هذا الوطن، وطرحنا الفكرة على معالي وزيرة الثقافة السابقة هيفاء النجار، وعلى نقابة الفنانين، لكن الردود بقيت في إطار التشجيع المعنوي، دون أن تُترجم إلى دعم فعلي، أو خطوات ملموسة.



‏إننا نؤمن أن الثقافة حق وليست امتيازاً، وأن اللقاء مع المسؤول ليس ترفاً، بل حق لمكونات المشهد الثقافي الجاد، وللقائمين عليه الذين يسعون لأن يكونوا شركاء في البناء، فنحن لا نطلب المستحيل، بل نطلب أن تُفتح العيون والقلوب، وأن يُنظر إلينا كطاقات وطنية تستحق أن تُدعم وتُشرك، لا أن تُقصى أو تُدفع إلى الهامش.



‏المشهد الثقافي لا يجب أن يُختزل في أسماء بعينها تتكرّر كل عام، ولا أن يُدار بمنطق "من يعرف من"، بل يجب أن يتسع لكل من يملك الفكرة والقدرة، حتى وإن لم يكن معروفاً أو محسوباً على جهة أو تيار، فكل مبدع بدأ بخطوة، وكل طاقة تحتاج إلى من يحتضنها ويؤمن بها.



‏إننا نطالب بدعم لوجستي ومادي عادل، وتوصيات حقيقية تفتح لنا أبواب التقديم والتطوير، لا أن توصدها أمامنا البيروقراطية، أو العلاقات الشخصية، أو غياب الإرادة الجادة.



‏الوطن لا يُبنى بالتجاهل، ولا تنهض الثقافة بالإقصاء، فنحن كجمعية ناشطة في الحقل الثقافي، نرفض أن تُختزل المسؤولية في كلمات المجاملة أو وعود لا تُنفذ، فالمسؤولية تكليف لا تشريف، والعمل الثقافي يحتاج إلى رعاية لا إلى تهميش.



‏نخاطبكم اليوم لنذكّركم بأننا هنا، نحمل رسالة، ونُجسّد طموحاً، ونرفض أن يكون الإحباط مصير من آمن بالثقافة سبيلاً للنهوض، لذا نحن نمد أيدينا للتعاون، لا للشكوى، ونفتح أبوابنا لكل من يرغب في البناء معنا.



‏رسالتنا هذه ليست صرخة في فراغ، بل نداء مسؤول، ومناشدة من قلب الواقع، نأمل أن تجد صداها في ضمير وطني لا يزال حيّاً.