22 الاعلامي - بقلم يوسف الفقهاء
تمرّ اليوم الذكرى الـ56 لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، التي وقعت في 21 آب/أغسطس 1969، حين أقدم المتطرف الصهيوني الأسترالي "دينيس مايكل روهان" على إضرام النار في المصلى القبلي داخل الحرم القدسي الشريف. ذلك الحريق لم يكن حدثاً عابراً، بل شكّل محطة فارقة في مسار الصراع العربي – الإسرائيلي، وكشف بوضوح حجم الاستهداف الممنهج للمقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
منبر صلاح الدين يحترق
التهمت النيران حينها منبر صلاح الدين الأيوبي، الذي حمل رمزية التحرير والانتصار منذ جُلب من مدينة حلب بعد معركة حطين، كما ألحقت أضراراً واسعة بسقف المصلى القبلي وبأجزائه التاريخية العتيقة.
لقد كان الحريق رسالة صهيونية واضحة: محاولة محو الهوية الإسلامية للقدس، وإحلال رواية زائفة مكانها.
خطر يتجدد كل يوم
بعد مرور ستة عقود تقريباً، لم تتوقف الاعتداءات على الأقصى، بل ازدادت وتيرتها. اليوم يعيش المسجد الأقصى تحت تهديد الاقتحامات اليومية من قبل المستوطنين، وسط حماية جيش الاحتلال، ومحاولات مستمرة لفرض تقسيم زماني ومكاني للحرم، بما يهدد مكانته الإسلامية والعربية.
وإلى جانب ذلك، تتعرض القدس لسياسة تهويد شاملة تستهدف أحيائها، وهويتها، ومعالمها.
الأقصى قضية أمة
لم يكن الحريق جريمة ضد الفلسطينيين وحدهم، بل جريمة ضد أكثر من مليار ونصف مسلم يرون في المسجد الأقصى رمزاً لعقيدتهم وأولى قبلاتهم وثالث حرمهم الشريف. ومن هنا فإن مسؤولية الدفاع عن القدس ليست فلسطينية فحسب، بل واجب على الأمة بأسرها.
خاتمة
إن الذكرى الـ56 لحريق الأقصى تذكير حي بأن النار التي أشعلت جدرانه ما زالت متقدة في الضمائر والوجدان، وأن قضية القدس لا تسقط بالتقادم. ستبقى القدس حاضرة في قلب كل حر، وسيبقى الأقصى بوصلة الصراع، مهما طال الزمن وتكاثرت المؤامرات.