×
آخر الأخبار

سلهب تكتب : مواجهة العنف السياسي خطوة في مسيرة تمكين المرأة الأردنية

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم: آلاء سلهب التميمي



إن مشاركتي في الدورة التدريبية المتخصصة بعنوان “العنف السياسي ضد المرأة”، والتي انعقدت في العاصمة عمّان بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN WOMEN) خلال الفترة من 24 إلى 28 آب 2025، كانت محطة مهمة في مسيرتي الفكرية والعملية.



لقد وجدتُ في هذه الدورة، التي قدّمها الأستاذ علي الصعوب، فرصة للتعمّق في مفاهيم حقوق الإنسان والإطارين الدولي والمحلي لحماية الحقوق، إضافة إلى استعراض التحديات التي تواجه المرأة الأردنية في المجال السياسي، سواء داخل الأحزاب أو خلال الانتخابات أو في الحياة العامة.



وجاءت مشاركتي عبر تجمع لجان المرأة – فرع عمّان، بتنسيب كريم من المقررة الأستاذة نسرين اعبيد، وهو ما أعدّه تكريمًا لي ودليلًا على الثقة بدوري في دعم قضايا المرأة الأردنية.



أؤمن أن مواجهة العنف السياسي ليست مجرد قضية حقوقية، بل هي مدخل أساسي لتمكين النساء الأردنيات وضمان حضورهن في الحياة الديمقراطية.



فالمرأة التي تخوض غمار السياسة تحتاج إلى بيئة آمنة وعادلة تُمكّنها من التعبير عن رأيها بحرية، وتُشجعها على المشاركة في صنع القرار دون خوف أو إقصاء.



لقد خرجنا من هذه الدورة بتوصيات عملية تعزز الحماية القانونية والمجتمعية للمرأة، لكن الأهم من التوصيات هو أن ندرك جميعًا – كمجتمع ومؤسسات – أن تمكين المرأة هو استثمار حقيقي في مستقبل الأردن.



فالوطن الذي يُقصي نصف طاقاته لن ينهض، والوطن الذي يفتح أبوابه للنساء على قاعدة العدالة والمساواة، هو وطن يضمن لنفسه الاستقرار والتقدم.



أكتب هذه الكلمات وفي داخلي يقين أن التعلم المستمر هو سرّ التقدم، وأن المرأة الأردنية قادرة على تجاوز كل التحديات، شرط أن نمنحها المساحة التي تستحقها لتبدع وتبني وتشارك.



وإنها ليست مجرد دورة تدريبية حضرتها، بل خطوة جديدة في مسيرة أؤمن أنها مستمرة: مسيرة البحث عن المعرفة، والدفاع عن حقوق المرأة، والإسهام في بناء وطن أقوى وأكثر عدلاً لكل أبنائه وبناته.



وفي الختام، أؤكد أن تمكين المرأة الأردنية لا يتحقق بالشعارات، بل بالعمل الجاد، وبخلق بيئة سياسية آمنة تحترم إنسانيتها وتُقدّر عطائها. إن مسيرتنا كنساء ليست ترفًا ولا خيارًا ثانويًا، بل هي ركيزة أساسية في بناء أردن ديمقراطي متوازن. ومن هنا، سأظل أؤمن أن السعي للتعلم، والمثابرة على تطوير الذات، والتمسك بالحق، هي الأسلحة الحقيقية التي تمنح المرأة القدرة على مواجهة التحديات وصناعة التغيير الإيجابي لوطنها.