22 الاعلامي - بقلم : نهاية بدور
شهدت بعض المدارس حالات غياب جماعي لافتة بين الطلبة، ما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية خلف هذه الظاهرة، وهل هي مجرد هروب من الدوام الطويل أم أنها شكل من أشكال التعبير والاحتجاج على أوضاع لم يعد الطلبة قادرين على تحملها.
ساعات الدوام الطويلة وتأثيرها
كلما زادت ساعات الدوام المدرسي، زاد الانضباط والالتزام من جهة، لكنه في المقابل قد يشكّل ضغطاً جسدياً ونفسياً على الطلبة. قضاء الطالب أكثر من نصف يومه في المدرسة يرهقه ويضعف تحصيله العلمي، كما يحوّل مشاعره الإيجابية تجاه المدرسة إلى مشاعر نفور وسلبية.
الأنشطة.. استثمار مضمون
لا شك أن أنشطة الدعم والإرشاد والتثقيف تُعد من أنجح وأرقى الاستثمارات في الطلبة، فهي تقيهم من الانحراف والتسكع في الطرقات والمجمعات، وتبني فيهم شخصية متوازنة. غير أن المؤسف أن بعض النشاطات اللامنهجية تشكل عبئاً على ميزانية المدارس.
ضرورة تضافر الجهود
التعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة لتنوع المناهج وتنظيم ساعات الدوام بشكل مبتكر، يساهم في ترسيخ علاقة عاطفية متينة بين الطالب ومدرسته. هذه العلاقة تُبنى عبر الجمع بين التحصيل العلمي، والأنشطة المفيدة، والرحلات المجدولة، والبرامج الترفيهية الهادفة.
صوت الطلبة المغيّب
الغياب الجماعي ليس عبثاً، بل هو احتجاج صريح على ظروف معينة. الطلبة يعرفون جيداً لماذا غابوا، لكن السؤال: هل سألتهم الوزارة عن السبب؟ إن الطلبة فئة من المجتمع، ومن حقهم أن يُسمع صوتهم، فالوزارة أُنشئت أصلاً لخدمتهم.
دور وسائل التواصل
أصبح الطلاب أكثر وعياً بحقهم في التعبير، وأدركوا أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال أصواتهم وتنظيم تحركاتهم. جيل اليوم بات يشعر أن صوته يجب أن يُسمع، وأن صمته لن يغيّر واقعاً لم تلتفت له الوزارة بعد.
مقترحات وحلول
كخطوة إصلاحية، يمكن عقد مجالس سنوية للآباء والأمهات في المدارس لإبداء آرائهم حول المسيرة التعليمية. كما يُستحسن تنظيم محاضرات وندوات دينية وثقافية يقدمها دعاة محبوبون لدى الشباب، بما يتناسب مع اهتماماتهم ويجذبهم للمدرسة.
ما بين طول الدوام، وقلة الأنشطة، وتجاهل صوت الطلبة، يبقى الغياب الجماعي جرس إنذار يجب أن يُسمع. الإصلاح يبدأ من الحوار مع الطلاب والاستماع لهم، فبهم تُبنى الأمة، وهم عماد حاضرها ومستقبلها.