آخر الأخبار

دمشق تغلق أبواب المعرض وتفتح نوافذ الأمل

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - تُغلق دمشق اليوم أبواب معرضها، لكنها لا تُوصد أبوابها السبعة على حدثٍ انتهى، بل تفتحها على حلمٍ بدأ للتو.



في ختام الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، لم يكن الوداع سوى لحظة تأمل في كل ما عانته البلاد، وكل ما استطاعت أن تُنجزه رغم الجراح، فامتزج الفخر بالأمل، والحب بالانتماء.





من بين الأجنحة، وتحت أضواء المسارح، وفي زوايا الحرف والكتب والموسيقا، ومنتجات الحرفيين المهرة تنفّست سوريا الحياة من جديد، وارتفع صوتها ليقول للعالم: نحن هنا… لا نُغلق الستار، بل نُفتحه على الأمل.



في تصريح لـ سانا قالت ليلى محمود: “منذ لحظة الافتتاح كانت مدينة المعارض تنبض بإيقاعٍ مختلف، ازدانت بألوان مبهجة، وغصّت ساحاتها بالزوار من كل الأعمار، وجاءت الوفود من شتى البلدان، تحمل في حقائبها الرغبة بالتواصل، وبناء جسور جديدة مع سوريا التي تنهض من تحت الرماد، كما اعتادت دائماً.. في الأجنحة الدولية، في زوايا الحرف اليدوية، بين الكتب والزهور، وفي المقاهي الشعبية، كنت أشعر بالحياة تسري في الشرايين من جديد”.



ختامٌ أشبه بالبداية



وفي ليلة الختام، امتزجت مشاعر الفرح والحنين وفق ما أكده العم محمد قائلاً: “ودّع السوريون معرضهم لهذا العام، ولكنهم لم يودعوا الحلم، فالمعرض الذي جمع العالم تحت سقف واحد، سيبقى حياً في ذاكرة من زاره، وفي قلب كل من آمن بأن سوريا قادرة على النهوض من جديد”.



أما الشاب خالد، فرأى أن الألعاب النارية التي أضاءت سماء دمشق في لحظات الوداع لم تكن مجرّد احتفال، بل كانت رسالةً مضيئة للعالم بأسره: “نحن لا نحتفل بانتهاء حدث، بل ببداية مرحلة عنوانها الإصرار، ومضمونها العمل، وروحها المحبة”.



فاطمة درويش أشارت إلى أن الختام لا يسدل الستار على مجرد حدث سنوي، بل يفتح الستار على مرحلة جديدة من التعافي والانفتاح والنمو.



أرقام تتحدث… وروح تنبض



أكثر من 800 شركة محلية ودولية شاركت في المعرض.



وفود من 44 دولة حضرت لتعبّر عن رغبتها بالتعاون وعن دعمها الصادق للسوريين.



مليونا زائر مرّوا بالمعرض… استكشفوا، احتفلوا، وتعلّموا، ثم غادروا وفي قلوبهم يقينٌ واحد: أن الغد يحمل ما يستحق الانتظار.



اتفاقيات التعاون الاقتصادي والمشاريع الاستثمارية التي شهد المعرض توقيعها مهمة جداً، لكن الرقم الأهم هو القلوب التي عادت تنبض بالأمل، والعيون التي لمعت من جديد، في وطنٍ قرر أن يستعيد مكانته، لا بالحرب، بل بالعلم والثقافة والعمل.



تنتهي أيام المعرض العشرة، وتبقى كعادتها دمشق في كل ركنٍ منها قصة، وفي كلّ لقاء معها وفيها حكاية تخلق معها رابطاً أبدياً، حيث يأسرك همس جدرانها.. “عودوا إلينا دائماً، لتصير كل نهاية بداية، والحلم أحلام تعانق كل الوجوه، تمتد في كل الزوايا، من هنا، من الشام إلى العالم”.





سانا