22 الاعلامي - بقلم : بلال حسن التل
يقدم العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة الكثير من الدروس والدلالات، فهو برهانا إضافيا ساطع النصوع على أن العدو الإسرائيلي لا يحترم صديقا ولا حليفا ولا وسيطا، كما لا يحترم عهدا أو ميثاقا أو معاهدة واتفاقا، وأنه يريد أن يقطع الطريق على أي محاولة لتهدئة المنطقة، ففعل فعلته ضد الدوحة أول عواصم الخليج تنفتح على هذا العدو، وتشكل له قناة تواصل مع العقل العربي من خلال استضافة أهم قنواتها الإعلامية لرموزه ليدافعوا عن وجهة نظره وممارساته تحت عنوان الرأي والرأي الآخر. والدوحة الوسيط النشيط في كل محاولات التفاوض لفرض السلام بين العدو الإسرائيلي وبين أطراف عربية عديدة، أهمها الطرف الفلسطيني، وهي تقود بمباركة أمريكية وشراكة مصرية وساطة منذ ما يقارب السنتين بين إسرائيل وحركة حماس هدفها الرئيسي إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، في أوضح وأبشع قلب للأولويات تمارسه إسرائيل وتنقاد وراءها واشنطن والعواصم الغربية ودول أخرى، عن مئات الألف من السجناء المعتقلين والمحتجزين الفلسطينيين تحت أسوأ الظروف وتحت التعذيب والتجويع في سجون إسرائيل، التي تحتل أرضهم، ويجري التركيز على عشرات أسرى الحرب الإسرائيليين، ترجمة لفكرة توراتية تتمثل في زرع القناعة لدى الآخرين، بأن اليهودي متميز عن غيره من البشر وأن جميع البشر خلقوا لخدمته، باعتبارهم (غوييم) لذلك لا يتردد الكيان الصهيوني بذبح من يقدر على ذبحه من البشر، ولذلك أيضا لا يعترف بالعهود والمواثيق والقوانين الدولية فهي برأيه وضعت للغوييم وليس لليهود الذين هم فوقها.
كثيرة هي دلالات الغدر الإسرائيلي بقطر، أولها كما أسلفنا أن هذا العدو لا يحترم أي حليف أو صديق أو ميثاق، من أجل أن يحقق أهدافه، فالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي كان أول زعيم فلسطيني معترف به، فكان أول من وقع اتفاقا مع العدو الإسرائيلي، هو اتفاق أوسلو، الذي كان المدخل للاعتراف الفلسطيني بالكيان الصهيوني الغاصب، بينما لم ينفذ العدو الإسرائيلي شيئا من اتفاقياته مع الفلسطينيين والتي تعيد لهم بعض حقوقهم، وبالرغم من كل ما قدمه عرفات من تنازلات من أجل بناء سلام مع الإسرائيلي، انتهى به المطاف محاصرا في مقره، إلى أن اغتيل مسموما على يد إسرائيل وعملائها.
لم يختلف مسار خليفة أبو عمار عن مساره، فبعد أن أعلن عشرات المرات أنه ضد المقاومة وكان يعتقل من يحمل سكينا من شباب الضفة الغربية، وصعّد التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي، هاهو محاصر في المقاطعة، وها هي الولايات المتحدة الأمريكية تمنع عنه تأشيرة الدخول لإلقاء كلمة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كثيرة هي الأدلة على ضرب إسرائيل عرض الحائط بكل اتفاقياتها مع العرب، لأنها غير معنية إلا بتحقيق حلمها التوراتي وطنك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات.
حمى الله الدوحة وكل عواصم العرب ووحّد كلمتهم.