22 الاعلامي - بقلم : نهايه بدور
قال المرحوم نجيب الزامل رحمه الله:
“المعلّم لا يعمل كموظف عادي، بل هو من يؤدي رسالة ترتقي إلى العطاء والرسالة الحقيقية. وعندما يوقظ ذهن الطالب، تنتقل المعرفة إلى الآخرين كالعدوى، ليبلغ أعلى درجات التأثير.”
يبدأ المعلّم يومه باكرًا منذ الساعة السادسة صباحًا، واقفًا بين طلابه، يشرح ويكتب ويمسح، ويتفاعل مع عشرات الوجوه داخل الصف، لكل طالبٍ شخصيته وبيئته وسلوكه الخاص. وخلال هذه الساعات، يتعامل المعلّم مع اختلافات فردية، وضوضاء، وتحديات سلوكية متنوعة، ساعيًا إلى خلق بيئة تعليمية آمنة وفاعلة.
ولا يقتصر عمل المعلّم على ساعات الدوام، بل يمتد إلى منزله، حيث يُحضّر الدروس ويجهّز الأنشطة التعليمية، ويشارك في تنظيم أوقات الفسح، ويسهر على سلامة الطلبة داخل المدرسة.
قد يُظنّ أن المعلّمين موظفون عاديون، لكن غياب أحدهم يكشف الحقيقة؛ إذ يحتاج الأمر إلى أكثر من زميل لتعويض مكانه ولو لساعات معدودة.
أما المعلّم الحق، فهو موظف غير عادي، قادر على إدارة أعداد كبيرة من الطلاب، مع مراعاة اختلاف شخصياتهم، وتحمّل تعدّد المهام، ومواكبة الأنظمة والقوانين المتجددة.
المعلّم هو الأمين على فلذات أكبادنا، مربيًا ومعلّمًا، وهو يستحق من وزارة التربية والتعليم ومن المجتمع بأسره التقدير والمكانة التي تليق برسالته؛ لأنه يؤدي مهمة تتجاوز حدود الوظيفة لتصل إلى القلب والعقل معًا.
لروح أخي سفيان بدري بدور
