22 الاعلامي - بقلم : ايمن موفق عبدالحميد النعيمي ابو راكان
الحياة الحزبية في أي دولة هي ركيزة أساسية لتعزيز المشاركة الشعبية وصناعة القرار الوطني. غير أن التجربة تُثبت أن الكثير من الأحزاب تقع في فخ الموسمية، إذ يقتصر نشاطها وحضورها على فترة الانتخابات فقط، فتتحول إلى كيانات غائبة عن نبض الشارع معظم الوقت.
إن العمل الحزبي الناجح لا يقوم على الظهور المؤقت، بل على تواصل مستمر مع الناس، والاستماع إلى همومهم، ومتابعة قضاياهم، وتقديم مبادرات عملية تلامس واقعهم اليومي. فالثقة لا تُبنى بخطاب انتخابي عابر أو ببرنامج يُقرأ في موسم محدد، وإنما تُبنى بالعمل الميداني والالتصاق بالمجتمع على مدار العام.
المواطن اليوم أصبح أكثر وعيًا، ولم يعد يقبل بالشعارات فقط، بل ينظر إلى الأفعال والإنجازات، ويُقيّم الحزب بمدى وجوده إلى جانبه في كل الظروف، لا في موسم الاقتراع فقط.
ولهذا فإن الطريق نحو حياة حزبية فاعلة يبدأ من الإيمان بأن الحزب مؤسسة وطنية دائمة، دورها لا يتوقف عند صناديق الاقتراع، وإنما يمتد إلى التثقيف، والرقابة، والمبادرة، والدفاع عن مصالح الناس.
كما أن الحزب الحقيقي لا يمكن أن يكون مجرد تجمع لأصحاب المال والنفوذ، بل يجب أن يقوم على رؤية اقتصادية واضحة، وبرنامج تنموي متكامل يضع حلولًا عملية للتحديات، ويقدم بدائل حقيقية تعزز الاستقرار والنهوض الوطني
ايمن موفق عبدالحميد النعيمي ابو راكان