آخر الأخبار

عليدي يكتب : زيارة سمو الأمير تميم إلى عمّان: مؤشرات ودلالات

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم : العميد الركن المتقاعد خلدون حامد عليدي



لم تكن زيارة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، إلى عمّان زيارة بروتوكولية عابرة، بل جاءت محمّلة بالرسائل والدلالات، لتؤكد على متانة العلاقات الأردنية-القطرية، وعلى وحدة الموقف العربي في مواجهة التحديات.



الزيارة جاءت بعد انعقاد القمة العربيّة الإسلامية، في الدوحة، والتي عبّرت عن تضامن الدول مع قطر في مواجهة العربدة الإسرائيلية، كما جاءت بعد الكلمة المؤثرة لجلالة الملك عبدالله الثاني، التي اعتُبرت من أقوى كلمات القمة وأكثرها تعبيرًا عن الموقف العربي الأصيل، وضرورة الوقوف إلى جانب الأشقاء ودعمهم في قضاياهم العادلة.



لقد لعبت قطر دورًا فاعلًا ومباشرًا في الوساطة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وأسهمت جهودها في مراحل سابقة في حقن دماء الأبرياء، والإفراج عن الأسرى، وعودة المحكومين الفلسطينيين، وذلك بالتنسيق مع الأطراف الضامنة وعلى رأسها الولايات المتحدة. ومن هنا تبرز أهمية الاعتراف بهذا الدور، وردّه بالتقدير، لا بمحاولات الاعتداء على سيادة الدولة التي حملت هذا العبء.



زيارة الأمير تميم إلى الأردن جاءت لتعمّق هذا التضامن، ولتجدد التأكيد على أن الأردن سيبقى في صف قطر، وأنه يضع كامل مقدراته لحمايتها ورد الاعتبار لها، في إطار علاقة أخوية تتجاوز حدود السياسة لتصل إلى المصير الواحد.



العلاقات الأردنية-القطرية لم تولد اليوم، بل هي امتداد لعقود من التعاون والدعم المتبادل. فقد كانت قطر دومًا سندًا للأردن في أزماته الاقتصادية، وقدمت يد العون في محطات حساسة ساهمت في تعزيز استقراره المالي والاقتصادي. وفي المقابل، كان الأردن ولا يزال ركيزة للأشقاء القطريين، بعلمه وكفاءاته البشرية التي أسهمت في نهضة قطر الحديثة، حيث تُعتبر الدوحة الوجهة الأبرز للعمالة الأردنية التي لاقت فيها بيئة مرحبة وحاضنة.



هذا التبادل في الدعم يعكس عمق الثقة بين القيادتين، ويؤكد أن العلاقة ليست مجرد علاقات دبلوماسية، بل شراكة استراتيجية تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المستمر.



وجاء تكريم جلالة الملك عبدالله الثاني لسمو الأمير تميم بقلادة الحسين بن علي، أرفع وسام أردني، ليجسد الحفاوة البالغة والتقدير العميق لهذه الزيارة، وليحمل رسالة واضحة بأن قطر تحظى بمكانة خاصة في قلوب الأردنيين، قيادةً وشعبًا.



إن هذه الزيارة ليست فقط محطة سياسية، بل هي خطوة لتعزيز التعاون الاقتصادي، وتوسيع مجالات الاستثمار، وتعميق الشراكة في مختلف الملفات الإقليمية والدولية. وهي تعبير صادق عن وحدة الموقف العربي وضرورة تفعيل العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تحيط بأمتنا.



نحن، ومع جلالة الملك، نرحب بهذه الزيارة المباركة، ونشد على أيدي الزعيمين الكبيرين، مؤكدين دعمنا لكل ما تتمخض عنه من نتائج وتفاهمات.

حمى الله الأردن وقطر، وحمى القائدين، وأدام ملكهما، ونحن نحب قطر كما نحب الأردن، ونفديهما معًا بالغالي والنفيس.



العميد الركن المتقاعد

خلدون حامد عليدي