آخر الأخبار

سلهب تكتب: فيتو أمريكي جديد… والدم الفلسطيني ما زال مستباحًا

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم: آلاء سلهب التميمي



مرة أخرى، ترفع الولايات المتحدة يدها في مجلس الأمن لتسقط مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وهذه المرة السادسة منذ اندلاع العدوان.



فيتو يتكرر ببرود سياسي يوازي برودة المجتمع الدولي أمام مأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث الأطفال تحت الركام والنساء بين نيران الجوع والحصار، والعالم عاجز عن حماية أبسط حقوق الحياة.



والمفارقة المؤلمة أن واشنطن تبرر موقفها بذرائع “إطلاق الرهائن” و“حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وكأن دماء ما يزيد عن 65 ألف شهيد حسب ما ورد من الأمم المتحدة، وأصوات الملايين المحاصرين، لا تساوي شيئًا في ميزان العدالة الأمريكية.



وما يحدث لم يعد مجرد انحياز لإسرائيل، بل صار شراكة سياسية وأخلاقية في الجريمة.



ولا نسمح نمرور هذا الموقف مرور الكرام.



فغزة ليست بعيدة عنا، وجراحها جراحنا، وأطفالها أطفالنا.



كل بيت أردني يشعر أن الحصار يطرق بابه، وأن صوت الانفجار يصل إلى قلبه، وأن دموع أم فلسطينية يمكن أن تكون دموع أي أم.



والشعب الأردني بكل أطيافه يقرأ الفيتو الأمريكي على أنه طعنة في الضمير الإنساني، وإهانة لكل القيم التي يتغنى بها الغرب.



وإن تكرار الفيتو الأمريكي يؤكد أن رهانهم على النسيان العربي ما زال قائمًا، لكن الأردن يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينسى ولا يساوم، وأن البوصلة لا تنحرف عن القدس وغزة وفلسطين.



نعلم أن الفيتو قد يسكت مجلس الأمن، لكنه لا يستطيع إسكاتنا، ولا إخماد إرادة الشعوب، ولا كسر عزيمة أمة ترى في فلسطين قضية وجود وليست مجرد حدود.



قد يسقط القرار في أروقة الأمم المتحدة، لكن قرار الشعوب لا يُسقطه فيتو.



وغزة التي تصمد تحت القصف تعلّم العالم أن الحق لا يموت مهما تكالبت عليه قوى الظلم.



وسنظل نقولها بصوت واحد فلسطين ليست وحدها، والفيتو الأمريكي لن يغير من الحقيقة شيئًا، فهذه الأرض تعرف أن دماء الشهداء أصدق من كل بيانات السياسة، وأن يومًا آتيًا لا محالة ستنكسر فيه كل الفيتوات أمام إرادة الحرية والعدل.