22 الاعلامي - بقلم: آلاء سلهب التميمي
لم تكن فلسطين يومًا قضية بعيدة عن الضمير الأردني، بل كانت وما زالت جزءًا من هوية هذا الوطن ووجدانه.
وفي قلب هذه الهوية يقف جلالة الملك عبدالله الثاني، رافعًا لواء الحق الفلسطيني في زمن تتكاثر فيه الضغوط وتتصاعد محاولات طمس الهوية وتغييب العدالة.
جلالته لا يتحدث عن حل الدولتين باعتباره شعارًا سياسيًا مستهلكًا، بل يطرحه كخيار وحيد يضمن للأمة العربية كرامتها، وللعالم استقراره، وللفلسطينيين دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
إن صوته في المحافل الدولية ليس مجرد خطاب، بل شهادة تاريخية تذكّر العالم بأن الحق لا يموت مهما طال الزمن، وأن القدس ليست ورقة تفاوض، بل أمانة في أعناق العرب والمسلمين.
وما يميز الموقف الأردني بقيادة الملك عبدالله أنه يجمع بين الثبات المبدئي والواقعية السياسية.
فهو يواجه الضغوط الكبرى بصلابة، ويحاور العالم بلغته، ويضع أمامه الإنسانية أولا.
ولعل أبلغ ما يحمله هذا الموقف هو البعد الإنساني؛ إذ لم يغفل جلالته يومًا عن آلام أطفال غزة، ولا عن معاناة اللاجئين، ولا عن تهديدات التهجير والحرمان التي يعيشها الفلسطينيون يوميًا.
وفي ظل الوصاية الهاشمية على المقدسات، يكتسب دور الأردن بعدًا مضاعفًا؛ فهو ليس موقفًا سياسيًا فحسب، بل التزام ديني وتاريخي وأخلاقي بحماية هوية القدس والحفاظ على عروبتها.
وهنا نجدد ولائنا أمام قائد يجسد ضميرنا وصوتنا، فنشعر كأردنيين أن مواقف جلالته هي امتداد لمواقفنا، وأن دفاعه عن فلسطين هو دفاع عنا وعن مستقبل أبنائنا.
لقد أثبت الملك عبدالله الثاني أن الأردن، برغم محدودية موارده، يمتلك ما هو أعظم من كل الثروات ، الإرادة الحرة والقدرة على قول كلمة الحق.
وسيبقى الأردن بقيادته صدىً عميقًا للعروبة الصادقة، وصوتًا ثابتًا في وجه العواصف، وسيبقى الملك عبدالله، كما عهدناه، حارسًا للقدس، وضميرًا للأمة، ووجهًا عربيًا يذكّر العالم أن فلسطين لا تُختزل ولا تُنسى ولا تسقط بالتقادم.