22 الاعلامي - بقلم : تمارا قنديل
كنتُ قد مررتُ بفكرةٍ تقول إنّ ما نكتبه ليس بالضرورةِ صورةً عنّا، غير أنّني أجدني اليوم أكثر قربًا من الحروف، وكأنّها تكشف ملامحنا من حيثُ لا نشعر.
فالكتابة، في حقيقتها، انعكاسٌ لشيءٍ يسكننا؛ جزءٌ منّا يتسرّب إلى السطور دون استئذان، مهما حاولنا إنكاره أو إبعاده عن ذواتنا.
قد يكون وراء الكتابة سببٌ خفيّ؛ حزنٌ عالق، أو شوقٌ قديم، أو فكرةٌ لم تجد سبيلها إلّا بالحروف، وقد ننكر ما كتبناه أمام الآخرين، وربّما أمام أنفسنا، لكنّ القلب يظلّ أصدق من كلّ محاولات التهرّب، إذ يبقى أثره ملتصقًا بنا. وسيلتنا للاعتراف دون تصريح، والبوح دون انكشاف.
كلّ جملةٍ نكتبها تحمل شيئًا من حقيقتنا، وكلّ سطرٍ هو قطعةٌ منّا.
وهكذا تبقى الكلمات التي يخطّها القلب جزءًا من ذواتنا لا ينفصل، فما نكتبه هو نحن، وإن اختلفت الأسماء وتغيّرت الأقنعة.
-تمارا قنديل