آخر الأخبار

سلهب تكتب ..وجدت الأحزاب لتعزيز الديمقراطية

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم: آلاء سلهب التميمي





في وطني الغالي الاردن، حيث التاريخ يلتقي بالحاضر، وحيث الإنسان يظل هو القيمة العليا، لا يمكن أن نتحدث عن إصلاح سياسي حقيقي دون أن نتوقف عند الأحزاب السياسية.





فالأحزاب لم تُخلق للترف السياسي، ولا لتزيين المشهد العام، بل وجدت لتعزيز الديمقراطية، لإعطاء صوتٍ لكل مواطن، ولتحويل الحلم بالمشاركة إلى ممارسة واقعية.





فالأحزاب هي مدرسة لتعلّم السياسة وأخلاقها، وليست مجرد مقاعد انتخابية تُحجز أو شعارات تُرفع في المناسبات.





فمن خلال الاحزاب يتعلم الشباب معنى الحوار، كيف يختلفون دون أن يتخاصموا، وكيف يجتمعون على مصلحة الوطن قبل المصلحة الشخصية.





فإن الديمقراطية ليست صندوق اقتراع وحسب، بل ثقافة يومية وممارسات واقعية، لأن الأحزاب هي المؤسسة التي تترجم هذه الثقافة على أرض الواقع.





ويؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني دائمًا على أن الإصلاح السياسي هو المدخل الطبيعي لبقية الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.





فالحزب القوي والبرلمان الفاعل هما جناحا هذه العملية.





لذلك، فإن وجود الأحزاب الفاعلة ليس خيارًا ثانويًا، بل هو ركن أساسي لاستدامة الدولة الحديثة التي نطمح إليها جميعًا.





ومن منظوري الشخصي .. أرى أن المشاركة الحزبية ليست مجرد بطاقة عضوية أو حضور اجتماع، بل هي مسؤولية ورسالة.





أن تكون حزبيًا يعني أن تحمل الوطن في قلبك، أن تدافع عن الناس وحقوقهم لا عن نفسك ومصالحك الشخصية، أن ترى في الديمقراطية مساحةً للعدل والكرامة لا ساحة للصراع والتنافس الأجوف.





قد يختلف البعض في الفكر والاتجاه، لكن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا: الأردن وطن واحد، وديمقراطيتنا لا تُبنى إلا بأيدينا.





والأحزاب هي وسيلتنا لنصنع القرار بدل أن نكون مجرد متفرجين عليه، وهي الأداة التي تضمن أن يبقى صوت المواطن ومصلحته حاضرًا في البرلمان وفي كل مؤسسة من مؤسسات الدولة.





إن الأحزاب لم تُوجد عبثًا، بل وجدت لتعزيز الديمقراطية، لتكون صوت الناس وضمير الوطن، ولتفتح الطريق أمام مشاركة حقيقية تعكس إرادة الشعب لا إرادة الأفراد.





وحين نؤمن بدور الأحزاب، فإننا نؤمن بأن الأردن يستحق حياة سياسية راقية، يكون فيها الإصلاح ليس شعارًا، بل فعلًا جماعيًا يقوده الوعي والإرادة.





لأن الأحزاب هي مستقبلنا، وهي البوصلة التي تقودنا نحو أردن أكثر حرية وعدالة وكرامة.