آخر الأخبار

صالح الصالح يكتب : السلام طريق الشعوب إلى النهضة والاستقرار

{title}
22 الإعلامي   -


 

22 الاعلامي - بقلم : صالح وهب طه الصالح / ماجستير في دراسات بناء السلام / جامعة الموصل

يُعد السلام حجر الأساس في بناء الحضارات، وشرطاً جوهرياً لتحقيق التنمية والاستقرار، فحين يسود السلام تُتاح للشعوب فرص الاستثمار في العلم والتعليم وتُوجه الطاقات نحو الإبداع والبناء بدلاً من الهدم والصراع.. السلام ليس مجرد غياب للحروب.. بل هو منظومة متكاملة تقوم على التسامح والعدالة واحترام الحقوق الإنسانية، مما يضمن للمجتمعات بيئة صالحة للنمو والتطور..
إن الشعوب التي تذوقت مرارة الحروب والنزاعات (كالعراق. فلسطين. اليمن سوريا وغيرها) تدرك أن النهضة لا يمكن أن تزدهر إلا في ظل الاستقرار وأن الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي هو الشرط الأول لأي مشروع حضاري ناجح. فالتاريخ يخبرنا أن الأمم التي اختارت طريق السلام استطاعت أن تحقق قفزات نوعية في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والثقافة، بينما بقيت الشعوب الغارقة في النزاعات تعاني من التخلف والتشتت.
لذلك، فإن ترسيخ ثقافة السلام وتعزيز قيم الحوار والعيش المشترك هو السبيل الأمثل لبناء مستقبل أكثر إشراقاً، حيث يعيش الإنسان بكرامة، وتسير الشعوب بخطى واثقة نحو النهضة والاستقرار.. فإن السلام يفتح الأبواب أمام التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين الأمم، ويُسهِم في بناء جسور الثقة التي تُعزز من مكانة الشعوب عالمياً كما أنه يخفف من معاناة الأفراد والمجتمعات، ويُسهم في توجيه الموارد نحو الصحة والتعليم والبنية التحتية بدلاً من استنزافها في الحروب والنزاعات. فحيثما يسود السلام، تزدهر العدالة الاجتماعية ويترسخ الشعور بالمواطنة الحقة لتتحول المجتمعات إلى بيئات جاذبة للأمل والإبداع.
ختاماً يبقى السلام هو الرسالة الأسمى التي يجب أن تتبناها الشعوب.. فهو ليس مجرد خيارٍ ثانوي، بل هو قدرٌ لا غنى عنه لكل أمة تطمح إلى النهضة والاستقرار إن بناء مستقبل مشرق لا يقوم على السلاح ولا على النزاعات بل على قوة الكلمة وعدالة القوانين وروح المحبة بين البشر.. وإذا ما تمسكت الإنسانية بالسلام فإنها ستكتب أعظم فصول تاريخها، وتمنح الأجيال القادمة عالماً أكثر أمناً وازدهاراً.