بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم تنزيله:
"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" [المجادلة: 11]
إلى من أودع اللهُ في قلوبهم نورًا، وفي ألسنتهم أثرًا، وفي عطائهم رسالةً لا تنقضي…
إلى المعلّمين والمعلّمات، صنّاع الفكر، ورُسُل الحضارة، وورثة الأنبياء في ميادين المعرفة.
يا من تزرعون الحروفَ فتنبتُ عقولًا، وتروونَ الأرواحَ بفيضِ العلمِ واليقين… أنتم الذين جعلتم من الأقلام أنجمًا، ومن السبورة سماءً، ومن كلّ درسٍ ولادةَ فجرٍ جديدٍ.
زملائي الأعزاء..إن مهنتكم هي كما قال صاحبُ الجلالةِ الملكُ عبدُ اللهِ الثاني ابنُ الحسينِ المفدّى، حفظه الله ورعاه:
"إنّ مهنة التعليم هي رسالة الأنبياء، وهي التي تبني الإنسان وتصنع المستقبل." فأحسنوا القيام بها تصلوا منازل الانبياء
فبكم تُصانُ القيم، وتُشيَّدُ الأوطان، ويُغرسُ الأملُ في قلوبِ الأجيالِ الواعدة .
أنتم من علّمَ الحرفَ معنى، وعلّمَ القلبَ وِجهته، والعقلَ طريقه. أنتم الذين تصنعون في كلّ يومٍ أردنًّا أقوى وأبهى، يليقُ بظلالِ الرايةِ الهاشميّةِ، وبحُلمِ سيّد البلاد الذي آمنَ أنَّ التعليمَ هو السلاحُ الأسمى للوطن.
ففي يومكم، نقفُ إجلالًا لا إكرامًا فحسب، بل عهدًا بأنّ ما زرعتموه في عقولنا لن يُنسى، وأنّ منارة العلم التي أوقدتموها ستبقى تُضيءُ طريقَ هذا الوطنِ عامًا بعد عام.
سلامٌ على المعلّمِ حيثُ كان، وسلامٌ على كلمتهِ التي ترفعُ البنيان، وسلامٌ على قَلمهِ الذي لا يشيخُ ما دامَ في الأرضِ طفلٌ يتهجّى الحلمَ.
سلام لمعلماتي ومعلميّ في المدرسة وفي الجامعة... سلام لزميلاتي ورفيقاتي وصديقاتي المعلمات على مر ربع قرن ونيف من الخدمة في هذا المجال.
كلّ عامٍ وأنتم نبضُ العطاء، وسرُّ النور، وعمادُ الوطن.
وكلّ عامٍ وأنتم كما أرادَ اللهُ لكم: رُسُلَ خيرٍ، وسُقاةَ معرفةٍ، وسَدَنَةَ ضياءٍ.
مدير التربية والتعليم للواء قصبة المفرق
الأستاذة إيمان فرحان الخوالدة