×
آخر الأخبار

اسم الكاتب : حمزة الشوابكة

الشوابكة في اليوم العالمي للمعلم... أنتم من صنعتم المعنى الحقيقي للنهضة

{title}
22 الإعلامي   -

بقلم : حمزه الشوابكة

في كل عام، وفي الخامس من تشرين الأول تحديدًا، يتوقف العالم لحظة تأمل وامتنان أمام أصحاب الرسالة الأسمى، أمام من حملوا على عاتقهم مسؤولية بناء الإنسان قبل أي شيء آخر. إنه اليوم العالمي للمعلم... اليوم الذي نقف فيه جميعًا إجلالًا وتقديرًا لمن جعلوا من العطاء أسلوب حياة، ومن التعليم طريقًا للنور، ومن القيم نبراسًا للأجيال.

المعلم ليس مجرد مهنة تُمارس، بل رسالة تُؤدى بإخلاص، وإيمانٍ عميقٍ بأن بناء الإنسان هو أعظم أشكال البناء. فمنذ اللحظة الأولى التي يقف فيها المعلم أمام طلابه، يبدأ في صناعة المستقبل، ويخطّ بجهده وإصراره سطورًا جديدة في كتاب الوطن.

لقد كان المعلم، ولا يزال، الركن الأهم في منظومة التقدم والنهضة. هو من يزرع البذور الأولى للمعرفة، ومن يرويها بالصبر والحكمة حتى تنبت فكرًا، وإبداعًا، وإنجازًا. هو من يُعيد تشكيل العقول لتفكر، والقلوب لتؤمن، والأيادي لتبني. وكل أمة عظيمة، لا بد أن يكون خلفها معلمون عظماء غرسوا في أبنائها قيم الإخلاص والانتماء والإرادة.

وفي عالمٍ يتغيّر بسرعة، تزداد الحاجة إلى المعلم الحقيقي، ذاك الذي لا يكتفي بنقل المعلومة، بل يزرع الفكرة، ويصنع الشغف، ويُلهِم التغيير. فالمعلم اليوم ليس فقط ناقل معرفة، بل صانع وعي، ومرشد للجيل الذي سيحمل راية الغد. هو من يربط بين أصالة القيم وروح العصر، بين العلم والإنسانية، بين الحاضر والمستقبل.

وإذا كان الطبيب يُنقذ حياة إنسان، فإن المعلم يُنقذ أمّة كاملة من ظلام الجهل. وإن كان الجندي يحمي حدود الوطن، فإن المعلم يحمي عقول أبنائه من التيه والانكسار.

لذلك، فإن يوم المعلم هو يوم للوطن كله، لأن تكريم المعلم هو في جوهره تكريم للعلم، وللمعرفة، وللقيم التي تُبقي المجتمعات حيّة وقويّة.

تحية إجلال لكل معلم ومعلمة وقفوا على منابرهم بإيمانٍ لا يتزعزع، وبذلوا من وقتهم وجهدهم دون انتظار مقابل. تحية لكل من آمن أن التغيير يبدأ من الصف، وأن الكلمة قد تصنع ثورة فكرية لا تقل عن أي إنجازٍ مادي.

نحن مدينون للمعلم في كل نجاحٍ نحققه، وفي كل خطوة نخطوها نحو المستقبل، وفي كل فكرة وُلدت في عقل شابٍ أو شابة آمن بهم معلم، وفتح لهم الباب ليعبّروا، ويبدعوا، ويصنعوا فرقًا.

في هذا اليوم العالمي للمعلم، نقولها من القلب:
شكرًا لكل من صاغ الحروف الأولى في طريق المعرفة.
شكرًا لمن جعل من التعليم رسالة سامية لا تنتهي بانتهاء الدوام.
شكرًا لكل من وقف شامخًا رغم التحديات، مؤمنًا بأن التغيير يبدأ من فكرة تُزرع في عقل صغير.

سيبقى المعلم، رغم كل التغيرات، الضمير الحيّ للأمة، وصوتها الذي لا يخبو، والنور الذي لا ينطفئ.
فهو الذي علّم الطبيب، وألهم القائد، وربّى الأجيال، وصنع التاريخ بصمتٍ وكرامة.

تحية حبّ وتقدير لكل معلم، في كل مدرسة وجامعة، في كل قرية ومدينة، في كل ركن من هذا الوطن الكبير... أنتم أصل الحكاية، وأنتم من منحتم العلم روحه، والإنسان قيمته، والوطن مستقبله.