بقلم : المعلمة نهاية بدري بدور
لستُ مع تخصيص يومٍ للمعلم، ولستُ مع حشد كل عبارات الشكر في صباحات الطابور الصباحي، مع عبارات معلبةٍ مطبوعةٍ على وردة بلاستيكية سيتقاعد صاحبها وهي ما زالت ترمقه بنظرتها الباردة…..
كل يوم هو يوم المعلم ، الا يتخرجُ كل يومٍ موكبُ من الجامعيين الذين تتلمذوا على راحة يديه!!
من سار بين ردهات المدرسة فيكم ، سيدرك اي ضجيج يحملُ المعلم في رأسه وكم الأصوات التي تناديه، سيشعر بثقل الكتب التي يحملها بين يديه ويحملُ صفحاتها في رأسه، ومن يتحسس أصابعه سيشعر بتلك الندوب التي ظهرت وهو قابضُ على اقلامه الملونة..سيدركُ خطاه وهو يتجول بين الأدراج وعيون الطلبة تبتلعه تبحثُ عن عيبُ أو كبوةٍ حتى يتسامرون عليها في أوقات فسحتهم ، من يعرفُ المعلم حقاً يدركُ أنه طبيبُ نفسي في كل صفٍ يدخله ، وكيف يشاطر التلاميذ بقايا مروحة معلقة في السقف، وكيف يلمم جسده حين برد .
من تمعن يوماً في وجه معلم، سيدرك أنه يكبر عقب كل حصة صفية ، وأنه ومهما كانت أمانته سيبلى بشكوةٍ كيدية ، وسيعتلي مدارء الصدفة رأسه ناثرون فوقها الملفات التي لا تنتهي ،
يكبرُ المعلم وهو يحضر ليومه، من طابوره الصباحي وحتى آخر حصة ، يبحثُ في جيبه عن قطعة حلوى ترطبُ آخر حبلِ من أحباله الصوتية، يكبر المعلم حينما يجدُ زميله الأقل منه كفاءة يعتلي مكانه ، فهو أشدُ مكراً ونفاقاً..
ويشيخُ المعلم حينما يباغته الطالبُ في آخر الحصة
"استاذ أنا مش فاهم عليك"
أتظنُ أن مثل هذا الرجل يكفيه مديحُ دقائق في الطابور الصباحي؟
أيكفية كلامُ منمق فوق منشورٍ ع صفحات التواصل؟
ولعمري لا ولن يكفيه..
طوبى لحملة الطباشير ، وحملة الأجيال وأمناء الرسالة…