بقلم : الدكتور محمد نصرالله فرج
في قلب مسيرة الأردن نحو المستقبل، تقف وزارة الشباب كركيزة أساسية ومحرك فاعل لترجمة الرؤية الملكية السامية التي طالما اعتبرت الشباب عماد الحاضر وصناع المستقبل. ومن خلال استراتيجية متكاملة ومبادرات نوعية، تواصل الوزارة جهودها الحثيثة في تمكين الشباب الأردني، وتعزيز قدراتهم، واستثمار طاقاتهم في مختلف ميادين التنمية والابتكار.
لا تقتصر جهود الوزارة على برامج تقليدية، بل تمتد لتشمل بنية تحتية شبابية ورياضية واسعة. تحتضن الوزارة 178 مركزا شبابيا موزعة في مختلف محافظات وألوية المملكة، لتكون حاضنات لتأهيل وتدريب الشباب بما ينسجم مع احتياجاتهم وتطلعاتهم. وتعمل الوزارة على تطوير خطة متكاملة تهدف إلى أن تكون البرامج المقدمة في هذه المراكز من اختيار الشباب أنفسهم، ترسيخا لمبدأ التشاركية في صياغة الأولويات.
وإلى جانب ذلك، تمثل المدن الرياضية المنتشرة في المحافظات متنفسا حضاريا وبيئة آمنة ومحفزة يرتادها عشرات الآلاف من المواطنين يوميا لممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية، مما يسهم في تعزيز الثقافة الرياضية والصحية في المجتمع، وتنظم الوزارة بطولتين سنويا لخماسيات كرة القدم للشباب ، بهدف اكتشاف المواهب وصقلها ورفد الأندية الرياضية بها، ما يجعل من هذه البطولات منصة وطنية لاكتشاف الطاقات الشابة وتعزيز روح المنافسة والانتماء.
ويعد مركز إعداد القيادات الشبابية أحد النماذج الوطنية المشرفة وأبرز أذرع الوزارة في مجال الاستثمار في القيادات الشابة. وقد شهد المركز خلال العام الأخير نقلة نوعية في الإدارة والبرامج التدريبية، التي شملت برامج متخصصة مثل تكنو شباب ودورات الإنقاذ المائي لكلا الجنسين. وأظهر قسم التدريب بالمركز نشاطا مميزا تمثل في تنفيذ تسعة أنشطة رئيسية شارك فيها 327 شابا وشابة، من ضمنها برنامج نشمي لتأهيل القيادات الشبابية الذي أُعد وفق معايير علمية ومهارية متقدمة، تأكيدا على نهج الوزارة في الشمولية والدمج.
وفي مجال التمكين السياسي، يبرز المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية كأحد أبرز البرامج الوطنية الهادفة إلى تمليك الشباب أدوات التأثير ومهارات العمل السياسي. فعلى مدار ستة أعوام، نجح المعهد في تخريج جيل من الشباب المؤهلين الذين خضعوا لتدريب مكثف على إعداد أوراق السياسات، والتفاوض، والخطابة، وكسب التأييد، ما مكنهم من خوض التجربة السياسية بوعي ومسؤولية. وقد شارك عدد من خريجي المعهد في القوائم الحزبية لانتخابات عام 2024، وفاز بعضهم بعضوية مجالس بلدية ومحافظات، فيما تم تبني عدد من أوراقهم ضمن الخطط الاستراتيجية لمؤسسات رسمية.
إن وزارة الشباب، وهي تسير بثقة على نهج التوجيهات الملكية السامية، تجسد اليوم مفهوم الدولة الراعية للشباب، لتبقى مراكزها ومدنها ومعاهدها منارات وعي وإبداع، تصنع جيلا وطنيا مؤهلا للقيادة، يؤمن بثوابته، ويملك أدوات التغيير والبناء لمستقبل الأردن المشرق.