×
آخر الأخبار

الدكتور حسين عساف يكتب : الملكة رانيا في معان .. حين يتعمق الود ويرتقي المقام

{title}
22 الإعلامي   -

بقلم الدكتور حسين شاكر عساف


معان مرة أخرى، حين تطل عليها عينين هاشميتين، تزدان بالألق وترتدي ما يليق بتلك العينين من حب وشوق، وتغدو ليس كمثل كل يوم؛ فالإحساس مختلف، والرجاء يحضن كل الشكوى ويصنع التحدي.

قليلة هي المرات التي زارت فيها جلالة الملكة رانيا معان، لكن في كل مرة يطول الأثر، وتبقى رائحة الطهر والعطاء والإنسانية حاضرة حتى الموعد الآخر، وحتى لقاء قادم تزينه تلك الابتسامة وكل السحر الموجود في الكلمات.

تلك هي – رانيا – الملكة والأم، والقائد في الميادين التي تسجل عذوبة حضورها فتطرد ملوحة القسوة وعثرات الزمان، وتمنح لكل من يظن انه (يحتضر) بعض سنوات عمره الجديد، وتعلّمه أن الوطن بخير، وإنجازه بخير، وان الأيام القادمة كلها بهاء.

يا ست الكل، وأخت الرجال، وروح القائد، والملكة التي صارت وطنا يطهره كل يوم دعوات الصادقين: لك البوح أن نعشق طلتك، وان يظل حضورك بيننا ياسمين، أما الناعقين فهم الخراب لا دين لهم ولا ضمير.

فاسكبي من صبرك وعطرك ورؤيتك، واصنعي أسطورة الأردن ربيعا دافئا، ووردا على مدى البصر، ولغة تجمع ولا تفرق، وتاريخا ينصف ولا يجحد، وذاكرة تغدو سفرا يسجل وصايا الملكة التي تعلم دورها وسر تأثيرها، وأنها والأمل سيان.

في القلم، وحين نرسل الحب، نرسله لمن أضاءت بحضورها فضاءات معان، فغدت جميلة باهرة ساحرة مثل الزمان الأردني الجديد المغمس بالوجد والعشق والوفاء، فالله الله في حضورك وإطلالتك ماذا فعلت بأبناء معان وهم يتزاحمون للترحيب بك، سيدة المقام والزمان.

ونعتذر منك، فما كنا نعلم أن بهاءاتك تغمر المكان، وأننا سنبحث في عيون المعانيات كي نبصرك بها جميلة ورقيقة، ونسمع في صوت تلك المرأة -التي حدثتك- كيف يكون الود وكيف يرتقي المقام، وكيف يكون السؤال عن الملك عبد الله وولي عهده الحسين هو سر خطاب القلب لا يعرف تزلفا ولا نفاق.

نعتذر منك، لأننا الرجال لم نلتقيك، لكن الحب كان يجلل المكان، وكانت معان بنشمياتها هي عيوننا التي تجاسرنا بها للتطلع إليك، وأدركنا أنك سر أبي الحسين، لا وهم في ذلك يتسلل إلينا، بل ثقة نمتطي معها صهوة التحدي، ونهرع إليك حتى يكون الوطن باهرا زاهرا كما أردت.