×
آخر الأخبار

هل الحليب وحده يضمن عظاماً قوية مدى الحياة ؟

{title}
22 الإعلامي   -

لسنوات طويلة، اعتقد الآباء والأمهات أن تناول كوب حليب يوميًا هو الضمان الأمثل لعظام قوية، ومنذ الطفولة المبكرة وحتى المراهقة، أصبحت عبارة "اشرب كوباية اللبن" لازمة مألوفة على مائدة الإفطار. ولكن في عام 2025، ومع تطور فهمنا للتغذية وعلم العظام، تساءل الخبراء عما إذا كان الحليب وحده كفيلًا بضمان صحة العظام مدى الحياة.

بحسب المتخصصين، مع أن الحليب له قيمة بالفعل، إلا أنه ليس سوى جزءٍ من معادلة أكبر بكثير، تشمل التمارين الرياضية، وأشعة الشمس، ونمط الحياة الصحي. فقد اتضح أن العظام القوية لا تُبنى في الطفولة فحسب، بل من خلال خيارات صحية مدروسة طوال الحياة.

الحليب: الأساس وليس الإطار الكامل
غالبًا ما يتم التأكيد على أن شرب الحليب في مرحلة الطفولة هو المفتاح لبناء عظام قوية، ولكنه ليس سوى جزء واحد من الصورة الأكبر". مع أن الحليب يوفر الكالسيوم، وهو معدن أساسي لتكوين العظام، إلا أنه لا يضمن بمفرده صحة العظام مدى الحياة، حيث يحدث نمو العظام وتمعدنها بشكل أسرع خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، وتحدد ذروة كتلة العظام التي تصل إليها في أوائل العشرينات من العمر إلى حد كبير كثافة العظام في المستقبل.

ويضيف التقرير أن الاعتماد على الحليب فقط يتجاهل عوامل حيوية أخرى مثل فيتامين د، والمغنيسيوم، والبروتين، والنشاط البدني المنتظم، فبدون هذه العوامل، حتى تناول كمية كافية من الكالسيوم لن يكون كافيًا للحفاظ على صحة العظام.

دور الحركة وأشعة الشمس
تحتاج العظام إلى تحفيز ميكانيكي تمامًا كما تحتاج العضلات، وتلعب تمارين تحمل الوزن، مثل المشي والجري والقفز وتمارين المقاومة، دورًا لا يقل أهمية في تحفيز تكوين العظام والحفاظ على قوتها.

كما يشدد على أهمية التعرض لأشعة الشمس، فهي طريقة طبيعية يُنتج بها الجسم فيتامين د، مما يسهل امتصاص الكالسيوم، وبدون كمية كافية من فيتامين د، حتى النظام الغذائي الغني بالكالسيوم يكون ذا فائدة محدودة.

وعلى العكس من ذلك، فإن السلوك المستقر وعادات نمط الحياة الحديثة بما في ذلك الإفراط في استخدام الشاشات، وتناول كميات كبيرة من السكر، والنشاط المحدود في الهواء الطلق تعمل بهدوء على تقويض صحة العظام لدى الأجيال الشابة.

يُعتبر الحليب في مرحلة الطفولة بداية جيدة، ولكنه ليس ضمانًا مدى الحياة لعظام قوية، فصحة العظام أشبه بسباق ماراثون وليس سباقًا قصيرًا.

ويتفق الخبراء على أن الحليب، رغم أنه غني بالكالسيوم والبروتين والعناصر الغذائية الدقيقة الضرورية لنمو العظام، فإن قوة العظام على المدى الطويل تعتمد على استمرارية التغذية والنشاط البدني والعادات الصحية.

عادةً ما تصل كتلة العظام إلى ذروتها في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات، فهي بمثابة بنك احتياطي للعظام في الجسم للمستقبل، ولملء هذا الاحتياطي على النحو الأمثل، يجب على الأطفال والشباب الجمع بين تناول الكالسيوم وفيتامين د، والتعرض لأشعة الشمس، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل الجري والقفز وممارسة الرياضة.

نمط الحياة.. المؤثر الصامت
يحذر التقرير من أن سوء اختيارات نمط الحياة قد يُفسد حتى أفضل الأسس الغذائية، فعادات كالتدخين، والإفراط في تناول المشروبات الغازية، وقلة الحركة، قد تضعف صحة العظام، بغض النظر عن كمية الحليب التي شربها المرء في طفولته.

مع التقدم في السن، يساعد الاهتمام المستمر بنظام غذائي صحي، يشمل تناول كميات كافية من البروتين والخضراوات الورقية الخضراء والمكسرات والبذور، على الحفاظ على كثافة العظام وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام. ويجب النظر إلى الوقاية من هشاشة العظام على أنها عملية مُستمرة، وليست جهدًا يُبذل لمرة واحدة.

بناء عظام قوية مدى الحياة
يتفق الخبراء على أن الحليب أساس لبناء الجسم، وليس حلًا سحريًا، فهو يوفر بداية قيمة في مرحلة الطفولة، ولكنه لا يغني عن خيارات صحية للعظام طوال العمر. العظام، كالعضلات، تستجيب لكيفية تعاملنا معها، فالنشاط يقويها، وأشعة الشمس تغذيها، والتغذية المتوازنة تحافظ عليها.




NDTV