بقلم الاخصائية : تمارا الزعبي
في وقت تتزايد فيه حملات التوعية بحقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ما زال كثيرون منهم يواجهون أكبر معركة داخل بيوتهم، لا في الشارع أو المدرسة، بل مع عدم تقبّل بعض الأهالي لاختلافهم.
تقول مختصّة في التربية الخاصة إنّ بعض الأسر ما تزال تتعامل مع الطفل ذي الإعاقة على أنه “عبء” أو “عار”، فيخفيه الأهل عن المجتمع أو يمنعونه من الاندماج في المدرسة والأنشطة. وتضيف أنّ هذا السلوك يترك آثاراً نفسية خطيرة على الطفل، تبدأ بانعدام الثقة بالنفس، وقد تصل إلى العزلة والاكتئاب.
ويؤكد خبراء نفسيون أنّ الدعم الأسري هو الأساس في تطور هؤلاء الأطفال، فحين يشعر الطفل بأن أسرته تؤمن بقدراته وتحتضنه، يصبح أكثر استعداداً للتعلّم والتفاعل مع المجتمع. أما غياب هذا الدعم، فيؤدي إلى مضاعفة التحديات التي يواجهها.
من جهة أخرى، تشير دراسات محلية إلى أنّ تقبّل الأهل لأطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة يرتبط بمدى الوعي والثقافة والتوجيه النفسي الذي يتلقونه بعد التشخيص، وهو ما يبرز الحاجة إلى برامج دعم وإرشاد موجهة للأسر، لتتعلم كيف تتعامل مع الاختلاف بمحبة وتفهّم.
ويبقى السؤال الأهم: متى يدرك بعض الأهالي أن أبناءهم لا يحتاجون إلى الشفقة، بل إلى الاحتواء؟
فهم أطفال مثل غيرهم، يملكون قلوباً نابضة بالأمل، وأحلاماً تنتظر من يصدق بها قبل أن تتحقق.