بقلم : فادي زواد السمردلي
#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال
كفى عبثاً بالصافرة فما يجري في ملاعبنا الأردنية لم يعد مجرد "أخطاء تقديرية" تُغتفر تحت ضغط اللحظة أو رهبة الجماهير، بل تحول إلى أزمة حقيقية تهز أركان اللعبة وتضرب ثقة الجماهير في عدالة المنافسة ففي كل جولة، نسمع الصراخ ذاته ركلة جزاء غير محتسبة، طرد ظالم، هدف مشكوك بصحته، وقرارات تحكيمية تثير الغضب فلم يعد الحديث عن التحكيم حديثاً فنياً، بل صار نقاشاً عاماً عن أحقية الدوري فالأندية تتضرر، المدربون يرحلون، والجماهير تشعر بأن جهد فرقها يُسلب أمام أعينها، بصافرة غير دقيقة وتقدير غائب عن العدالة.
إن استمرار هذه الأخطاء بهذا الشكل قتل للعبة واضعاف للمنظومة الرياضية كلها فلا يمكن أن نطلب من اللاعبين الانضباط والاحتراف بينما الحكم يرتكب خطأ فادحاً يبدد تعب تسعين دقيقة وموسم كامل بصافرة واحدة أو إشارة عابرة ولا يمكن للجماهير أن تؤمن ببطولة نتائجها تتبدل لا بمهارة اللاعبين، بل بخطأ حكم يُقرّ لاحقاً بأنه “غير مقصود” فماذا يستفيد المتضرر من "غير مقصود " فكم من فريق خسر نقاطاً حاسمة بسبب قرار تحكيمي ظالم؟
هنا يأتي الدور الحقيقي للجنة الحكام التي لا يكفي أن تبرر أو تبرق بيانات تعتذر فيها عن "سوء التقدير" فهذه اللجنة مطالبة اليوم بإصلاح جذري ويجب أن تتحول إلى منظومة شفافة تُعلن نتائج تقييم الحكام للرأي العام، وأن تتعامل بحزم مع من يخطئ، دون اعتبارات شخصية أو خوف من ردود الفعل فالحكم الذي يتكرر خطؤه يجب أن يُبعد فوراً ابعادا كاملا، لا أن يُكافئ بمباريات جديدة وتدريب الحكام يجب أن يكون عملياً، مستمراً وليس موسميا، ومقروناً بالمحاسبة لا بالمجاملات.
الدوري الأردني يستحق تحكيماً على مستوى طموحه، لا صافرة مرتبكة في كل مباراة فالجماهير لم تعد تصدّق الأعذار، واللاعبون فقدوا الإيمان بعدالة الملعب فإذا كانت كرة القدم مرآة المجتمع، فإن تحكيمنا اليوم يعكس صورة مشوّهة لا تليق بتاريخ اللعبة في هذا البلد الذي وصل إلى نهائيات كأس العالم فآن الأوان أن نضع نهاية لهذه الفوضى التحكيمية التي تشوه الرياضة الأردنية أكثر مما تخدمها فالصافرة أمانة، ومن لا يحسن حملها، فليتنحَّ جانباً.