بقلم : الـمُحَامِيَةِ غِيدَاء عُبَيْدَات
فِي زَمَنٍ غَلَبَتْ فِيهِ الْمَظَاهِرُ عَلَى الْجَوْهَرِ، نَسِيَ الْبَعْضُ أَنَّ الزَّوَاجَ سَكَنٌ وَمَوَدَّةٌ وَرَحْمَةٌ، لَا سِبَاقٌ فِي الْمَظَاهِرِ وَالْأَمْوَالِ.
جَاءَتِ الشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ لِتُيَسِّرَ الزَّوَاجَ وَتَجْعَلَهُ فِي مُتَنَاوَلِ الْجَمِيعِ، فَحَثَّتْ عَلَى التَّخْفِيفِ مِنَ الْمُهُورِ، لِأَنَّ الْمُغَالَاةَ فِيهَا تُثْقِلُ كَاهِلَ الشَّبَابِ وَتُؤَخِّرُ الْحَلَالَ.
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مُؤْنَةً»، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «أَقَلُّهُنَّ صَدَاقًا أَكْثَرُهُنَّ بَرَكَةً»، فَكَانَتْ دَعْوَةً نَبَوِيَّةً صَرِيحَةً إِلَى الْبَسَاطَةِ فِي الزَّوَاجِ، لِأَنَّ الْبَرَكَةَ لَا تُشْتَرَى، بَلْ يُنْعِمُ اللّٰهُ بِهَا عَلَى مَنْ أَخْلَصَ النِّيَّةَ وَابْتَغَى وَجْهَهُ.
كَمْ مِنْ زَوَاجٍ بَسِيطٍ دَامَ بِالْمَحَبَّةِ، وَآخَرَ غَالِيَ الْمَهْرِ اِنْهَارَ تَحْتَ ثِقْلِ الْمَظَاهِرِ.
الزَّوَاجُ لَيْسَ صَفْقَةً تِجَارِيَّةً، بَلْ مِيثَاقٌ غَلِيظٌ قَائِمٌ عَلَى الِاحْتِرَامِ وَالْمَوَدَّةِ. وَتَخْفِيفُ الْمَهْرِ لَا يُنْقِصُ مِنْ قَدْرِ الْفَتَاةِ، بَلْ يَرْفَعُ شَأْنَهَا فِي الدِّينِ وَالْعَقْلِ.
فَلْنُحْيِ هٰذِهِ السُّنَّةَ الْغَائِبَةَ، وَلْنَرْفَعْ شِعَارَ نَبِيِّنَا ﷺ:
«أَقَلُّهُنَّ مَهُورًا، أَكْثَرُهُنَّ بَرَكَةً»
حَتَّى تُبْنَى بُيُوتُنَا عَلَى الْيُسْرِ وَالرِّضَا، وَتُبَارَكَ فِيهَا السَّعَادَةُ وَالسَّكِينَةُ