×
آخر الأخبار

الرشدان يكتب : العنف الطلابي ... ظاهرة تهدد بيئة التعليم الآمنة

{title}
22 الإعلامي   -

بقلم : مؤمن الرشدان

يُعدّ العنف الطلابي من القضايا الاجتماعية الخطيرة التي تمسّ منظومة التعليم العالي في الأردن وتمتد آثارها إلى المجتمع بأكمله. فبدل أن تكون الجامعات منارات للعلم والمعرفة والحوار الراقي، أصبحت في بعض الأحيان مسرحًا لمشاجرات طلابية مؤسفة تُضعف صورة الجامعة وتُشوّه رسالة التعليم.

إنّ ما نراه داخل أسوار بعض الجامعات ليس سوى انعكاسٍ لبيئةٍ تربّى فيها الجيل على التنافس لا التفاهم، وعلى الانتماء للقبيلة لا للوطن. وحين يغيب الوعي ويضعف الانتماء الحقيقي، يتحول الحرم الجامعي إلى ساحة اختبارٍ للأخلاق قبل أن يكون امتحانًا للعلم.

تشكل ظاهرة الشجار بين الطلبة داخل الجامعات خطرًا حقيقيًا على استقرار البيئة التعليمية وتنعكس سلبًا على قيم التعايش والحوار داخل الحرم الجامعي. فهي تعكس تراجع القيم الأخلاقية وتفكك العلاقات الإنسانية حين يُستبدل الحوار بالعنف والكلمة بالعصا كما تؤدي إلى خلق أجواء من الخوف والاحتقان تُفقد الجامعة دورها الحقيقي كمكان للتنوير والوعي.

ولمواجهة هذه الظاهرة، لا بدّ من ترسيخ ثقافة الحوار وقبول الآخر داخل الجامعات، وتعزيز دور الإرشاد النفسي والتربوي إلى جانب تفعيل العقوبات الرادعة بحقّ المتسببين في العنف. كما يجب على الأسرة أن تكون الشريك الأول في غرس قيم الاحترام والمسؤولية في نفوس الأبناء منذ الصغر، فالعنف لا يولد فجأة، بل هو نتاج تراكمات تربوية واجتماعية
ولغرس قيم الاحترام والحوار في نفوس الطلاب، لازم كل واحد يحس بمسؤوليته ويشارك بالحل مش بس يشوف من بعيد، بالوعي والتوجيه المستمر يمكن حماية الجامعات من العنف وبناء جيل مثقف ومسؤول.