×
آخر الأخبار

السيوفي يكتب : الدكتور محمد خالد أمين بني موسى... نموذج شبابي أردني في التميز والعطاء الإنساني

{title}
22 الإعلامي   -

بقلم : الدكتور نزار السيوفي 

في مشهدٍ يزخر بالكفاءات الأردنية الشابة، يبرز اسم الدكتور محمد خالد أمين بني موسى كأحد الشخصيات الأكاديمية والإنسانية التي شقّت طريقها بثباتٍ نحو النجاح، حاملةً راية التميز العلمي، والالتزام المهني، والرسالة الإنسانية النبيلة.
وُلد الدكتور محمد خالد أمين بني موسى عام 1997 في محافظة جرش شمال المملكة الأردنية الهاشمية، ونشأ في بلدة بليلا، حيث تلقّى فيها تعليمه الأساسي، قبل أن ينتقل إلى مدرسة حسن الكايد المهنية في جرش، ليكمل فيها مرحلة الثانوية العامة.
منذ سنواته الدراسية الأولى، عُرف بشغفه بالعلم وطموحه الكبير وسعيه الدؤوب نحو التميز، فكان من الطلبة المتفوقين الذين تركوا أثرًا طيبًا بين زملائهم ومعلميه، مما مهد له طريق التفوق والريادة لاحقًا.
واصل الدكتور محمد مسيرته التعليمية والتحق بـ جامعة اليرموك، إحدى أعرق الجامعات الأردنية، حيث حصل منها على درجة البكالوريوس في التربية الرياضية، ليبدأ بعدها رحلة جديدة في عالم التربية الخاصة، ذلك الميدان الإنساني الذي يجمع بين العلم والعطاء.
نال درجة الماجستير في التربية الخاصة من جامعة عمان العربية، متميّزًا في أبحاثه ودراساته التطبيقية، قبل أن يتوج مشواره الأكاديمي بحصوله على شهادة الدكتوراه في التربية الخاصة من جامعة العلوم الإسلامية العالمية، حيث قدّم أطروحة نوعية تناولت قضايا متقدمة في مجال رعاية وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، ما أكسبه مكانة علمية مرموقة بين الباحثين والمتخصصين.
ولم يتوقف عند هذا الحد، إذ يواصل دراسته حاليًا للحصول على درجة البكالوريوس الثانية في التربية الخاصة من جامعة جدارا، إيمانًا منه بأن العلم رسالة لا تنتهي، وأن التطوير المستمر هو السبيل إلى الإبداع والريادة.
إنتاج علمي وبحثي متميز
إيمانًا منه بأن البحث العلمي هو جوهر التقدم الإنساني، قدّم الدكتور محمد خالد بني موسى مجموعة من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات أكاديمية محكّمة، تناولت موضوعات متخصصة في مجال التربية الخاصة، وبشكل خاص في اضطرابات التوحّد وأساليب تطوير البرامج التعليمية والسلوكية لهذه الفئة.
وقد لاقت أبحاثه صدى إيجابيًا في الأوساط الأكاديمية، لما تميزت به من رؤية تطبيقية حديثة تربط بين النظرية والممارسة، وتسهم في إثراء المعرفة العلمية في ميدان التربية الخاصة.
عمل الدكتور محمد خالد لسنواتٍ في القطاع الخاص داخل المملكة الأردنية الهاشمية، حيث شغل مواقع متعددة في مجال التربية الخاصة، وتمكّن من تحقيق إنجازات ملموسة من خلال تطوير البرامج التعليمية والتأهيلية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكان له أثر بارز في إعداد وتنفيذ الخطط التربوية الفردية، والإشراف على تدريب الكوادر العاملة في هذا المجال، ما جعله يحظى بتقدير واسع بين العاملين والمتخصصين في ميدان التربية الخاصة.
يُعدّ الدكتور محمد خالد من الناشطين الاجتماعيين الفاعلين، حيث شارك في العديد من المبادرات التطوعية والخيرية التي تهدف إلى دعم الفئات الأقل حظًا، وخاصة الأطفال من ذوي الإعاقة والأيتام.
وقد عُرف بشخصيته المتواضعة وروحه الإيجابية وحبه لخدمة المجتمع، فكان دائم الحضور في الأنشطة الإنسانية، مؤمنًا بأن النجاح الحقيقي يُقاس بما يقدمه الإنسان من أثر طيب في حياة الآخرين.
خبرة عربية وتميز دولي
نتيجةً لكفاءته العلمية والمهنية، تم اختيار الدكتور محمد خالد لتولي إدارة مركز دار العطاء للتوحّد في دولة العراق، في خطوة تؤكد المكانة التي يتمتع بها بين المتخصصين في مجال التربية الخاصة.
ومن خلال هذا المنصب، يعمل على تطوير البرامج العلاجية والتعليمية للأطفال ذوي اضطراب التوحّد، وإرساء بيئة تعليمية متكاملة ترتكز على أحدث الأساليب العالمية في التدريب والتأهيل، ما جعله يُحدث فرقًا ملموسًا في مستوى الخدمات المقدمة للأطفال في المركز.
نموذج يحتذى به
يشكّل الدكتور محمد خالد أمين بني موسى نموذجًا مشرّفًا للشباب الأردني الطموح، الذي يجمع بين التفوق العلمي والالتزام الإنساني والقدرة على التأثير الإيجابي في المجتمع.
مسيرته الحافلة هي ترجمة واقعية لقيم الاجتهاد، والإصرار، والإيمان بالرسالة التربوية والإنسانية، وهو مثال يحتذى به في الإخلاص، والعزيمة، والقدرة على تحويل الطموح إلى إنجاز.
إن سيرة الدكتور محمد خالد أمين بني موسى ليست مجرد قصة نجاحٍ فردية، بل هي رسالة أملٍ ملهمة لكل شابٍ أردنيٍ وعربيٍ يسعى لأن يصنع لنفسه بصمة في الحياة.
فقد أثبت أن العلم مقرونٌ بالأخلاق يصنع القادة الحقيقيين، وأن من يضع أمامه هدفًا ساميًا ويعمل بإخلاص، لا بد أن يبلغ قمم التميز مهما كانت التحديات.