بقلم : عبدالله علي العجوري
أتعلم ما الأصعب والأدهى، أكل حق الأضعف الأقوى، أو أن تعيش في الدنيا بحياة ليست بمثلى، صعب أن تتأقلم في الحياة الضنكة، وتكون من بين أخوتك الأشقى، أصعب ما في الأمر رجة الشفتين قبل البكاء، ثم التنهيد تمهيدا للعويل، ثم يأتي أحد إليك وفجأة تصمت ولا تنفجر؛ كي لا تظهر ضعفك أمامه، فيخرج ذلك على شكل حبوب أو بصمات خفية، هو شعور سيء، يصعب على المرء تحمل ما لا يطيق، خروجه في تمام الساعة السادسة، ليعود منزله في الواحدة ظهرا، وعندما يأخذ إجازة يخصم ضعف راتبه، وعندما يأكل شيئا يحبه يزيد وزنًا ضعف أيام حميته، لا أدري لِم هكذا هي الحياة، وعلامَ نحن صامتون خائفون مترددون متوددون، ترانا كالوحوش في البرية، نتنازع حول قضية، وننسى أن هنالك ربًا إن صبرنا يحيينا بسعادة أبدية، ننسى جوهر وجوهنا لولا مررنا بمرآة مصعد أعمالنا صدفة، ننسى طعامنا لولا شممنا رائحة مطعم يخرج من غرفة، نمشي في الحياة بخفة، ونبتعد عن الحرام عفة، لم ندرك مرارة القدر، ولم تتيح الحياة لنا فرصة أن نتأمل بالقمر، حياة كلها قهر، تبقى طوال النهار تعمل وفي الليل كلك أرق وسهر، تبقى تتنهد إلى وقت السحر، لا أحد يمكنه تحمل الحياة لولا قنوات الأمل وميزان الصبر لجمجمتي أصبحت رمادا وعقلي انفجر.
العجوري يكتب : ميزان الحياة
السبت - pm 01:13 | 2025-10-25
22 الإعلامي -






