×
آخر الأخبار

تلازمة القيء الدوري (CVS): اضطراب عصبي نادر، الأعراض والعلاج للأطفال والبالغين

{title}
22 الإعلامي   -

شعور خفيف بالغثيان في الصباح، يليه دوار وقيء متكرر لا يمكن السيطرة عليه. لكن حين تتكرر هذه النوبات بلا سبب واضح، وتستمر لساعات أو حتى لأيام، يجد الأطباء أنفسهم أمام لغزٍ طبي يُعرف باسم متلازمة القيء الدوري (Cyclic Vomiting Syndrome)، وهي اضطراب لا يرتبط بالطعام أو العدوى، بل بمنظومة الأعصاب التي تتحكم في المعدة والأمعاء.

وتُعد هذه المتلازمة من الاضطرابات النادرة التي تُصيب الأطفال والبالغين على السواء، وتظهر على شكل نوبات متكررة من الغثيان والقيء والإرهاق الشديد، تليها فترات من التعافي الكامل. وغالبًا ما تبدأ النوبات في عمر الطفولة، بين الثالثة والسابعة، لكنها قد تستمر حتى سن البلوغ أو تعاود الظهور بعد سنوات من الهدوء.

اضطراب غامض يربط الدماغ بالمعدة
يشير الأطباء إلى أن متلازمة القيء الدوري ليست مشكلة في الجهاز الهضمي بقدر ما هي خلل في محور التواصل بين الدماغ والأمعاء، أي المسار العصبي الذي يربط الإشارات العصبية بالمعدة. فعندما يحدث اضطراب في هذا الاتصال، يبدأ الدماغ في إرسال أوامر متكررة للمعدة بالتقلص رغم عدم وجود طعام أو سبب واضح، مما يؤدي إلى موجات قيء متتابعة.

وتُظهر الدراسات أن الجهاز العصبي اللاإرادي — المسؤول عن التحكم في العمليات الحيوية اللاإرادية — يلعب دورًا رئيسيًا في هذا الخلل، حيث تؤدي اضطراباته إلى زيادة حساسية المعدة للمنبهات، فتستجيب بشكل مُفرط.

تشابه الأعراض واختلاف المحفزات
تتشابه نوبات هذه المتلازمة لدى المريض نفسه في النمط والمدة والتوقيت، لكنها تختلف جذريًا من شخص لآخر. ففي حين يعاني بعض الأطفال من القيء في ساعات الصباح الأولى، قد تظهر الأعراض لدى البالغين في أوقات مختلفة من اليوم.

وتبدأ الحالة عادة بما يُعرف بمرحلة "الإنذار" — وهي الشعور المسبق بالغثيان والعرق والدوار — تليها مرحلة القيء الشديد الذي قد يتكرر عشرات المرات في اليوم، ثم فترة تعافٍ قصيرة يعود بعدها المصاب إلى طبيعته تمامًا.

أعراض أخرى: آلامًا في البطن، صداعًا حادًا، دوخة، فقدان شهية، وتغيرًا في لون الجلد نتيجة الجفاف الناتج عن فقد السوائل.

الأسباب المحتملة: من الجينات إلى الضغط النفسي
لا يوجد سبب واحد محدد لهذه المتلازمة، لكن الأبحاث تُشير إلى عدة عوامل متشابكة، منها:

اضطرابات الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلايا العصبية.

تاريخ عائلي للإصابة بالصداع النصفي، إذ يشترك الاثنان في بعض المسارات العصبية.

حالات التوتر الشديد، أو القلق، أو الإثارة المفرطة — وهي محفزات شائعة.

تناول بعض الأطعمة الغنية بالكافيين أو الشوكولاتة أو الجبن المعتق، أو تلك التي تحتوي على إضافات كيميائية مثل "الغلوتامات أحادية الصوديوم".

قلة النوم، والإرهاق الجسدي، والعدوى الفيروسية.

التشخيص والعلاج
التشخيص: يعتمد على استبعاد الأسباب الأخرى للقيء (مثل القرحة والالتهابات). يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ المرضي للمريض وعائلته، ثم يطلب فحوصات تشمل تحاليل الدم والبول، وتصوير البطن، وربما منظارًا علويًا للمعدة. النمط المتكرر للنوبات هو ما يوجه الطبيب نحو هذا الاحتمال.

العلاج والسيطرة: يعتمد على مرحلتين:
أثناء النوبة: يُنصح بالراحة في مكان مظلم وهادئ، مع تناول أدوية مضادة للغثيان ومخفضة لحمض المعدة. في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى تعويض السوائل عن طريق الوريد لتجنب الجفاف.

الوقاية: تركز على تجنب المحفزات المعروفة، والحفاظ على نمط نوم منتظم، وتجنّب الصيام الطويل أو الإفراط في التمارين. ويُنصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة.



Cleveland Clinic