×
آخر الأخبار

اسم الكاتب : عبدالله علي العجوري

العجوري يكتب : نظرية اللعبة

{title}
22 الإعلامي   -

بقلم : عبدالله علي العجوري

نكاد نسمع كلمة لعبة يوميا، ولا أحد منا يستذكر أشياء منها نهائيا، إن اللعبة تباع وتشترى، وتفك وتحلل ثم ترمى، لم يرَ منا مَن ينظر إليها من وجهة الماضي، يأتي الأول ليلعب باللعبة فيكبر ثم يتركها للثاني، تُرى لِمَ الأطفال يتعاملون مع الجمادات ويجسدونها هذا التجسيد البالي، رغب عنها الأول عندما وجد الصعب القاسي، ورغب فيها الثاني عندما ظن أنها تسمعه بكل صدق وحب آني، تحيا الدمية فهي تجعلنا عندما نراها ننسى الدنيا، فقد تربى بين صوتها الكهربائي الطفل إلى أن أصبح صبيا، فقد جعلتنا عندما نحدق بها نطوي الحزن طيا، ابتع دمية تنسك الدنيا، وتمسك صغرك لتجعل همك منسيا، ابتع دمية تجعل يومك زهيا، ابتع لعبة تجعل ذهنك ذهبيا، لما تبتع لك لعبة إنما تبتع لغدك عبرة، وخير الكلام أن تتحدث مع لعبة لا إنسانا غبيا، فهي لا تعرف غلا ولا حسدا، ولا كرها أو حقدا، تراها دون روح فقط جسدا، لا تأكل مال أحدا، ولا تظلم نفسا أبدا، تجدها في وحدتك سندا، وفي غرفتك ندا، لا تخون وعدا، وتحبها البنت والولدا، اللعبة ابنتك التي تتحكم بها في كل شيء ولا يمنعك أحد إن أسميته هند أو شهدا، الدمية لا تخنق جيدا، ولا تنكر عيدا، ومن الفرح قد تزيدا، ابتغ لعبة لتقضي الأوقات بسرعة، ابتغ لعبة لتوقد لك شمعة، ابتغ لعبة لتمنحك حسن السمعة، اللعبة طفل صغير ينهي الخوف، لا رجل كبير يلعب في جوف، تلعب بها دون ملل دون أن تقل لك أُف، تلبي ما أردت إن طلبتها شيئا دون سوف، هيّا بنا لنفتح العلبة، وننتظر غناء اللعبة، تأتينا بأوقات مرة لتجعلها حلوة، نستمع منها أنين وشكوى، نتحدث معها دون رأي دون جدوى، لا نتكسل منها ولا نغوى، صائبة الرأي تؤمن بعدم النزوة، لا تجمع أموالا أو ثروة، لا تشن غزوات أو ثورة، الدنيا تود دمية تعيش في الحياة مرة، تعطيها سعادة فتمنحها هرة، لما تشترِ لعبة تشعر بأنك كذبة، تجلي عن قلبك رعبا، تمحي ذنبا، تبقي صدرك عذبا، تنهي حربا، تسعد دربا، ابتغ لعبة لتنهي الأيام القسوة، ماذا لو كان المرء لعبة، سنحيا دون حقد ولا قسوة، سنرتقي خطوة وراء خطوة، لو كان الإنسان لعبة، لسمعنا الشكوى دون رشوة، لو كان الإنسان لعبة، لما سلبت منا السهوة القدوة، لما قتلت شهوة صحوة، لو كنا لعبة لاستجيبت الدعوة، دون عناء دون فجوة، ابتغ لعبة لتنهي الأيام القسوة.