بقلم: آلاء سلهب التميمي
في زمنٍ يزداد فيه الصمت أمام الألم، ويغيب فيه صوت الضمير خلف ضجيج المصالح، يعلو من عمان صوتٌ يحمل صدق الأمّ، ودفء الإنسان، وشجاعة الموقف… صوت جلالة الملكة رانيا العبدالله، أيقونة السلام والإنسانية، التي أعادت للعالم بوصلة الرحمة في زمنٍ تاه فيه الكثيرون.
من منصة قمة “عالم شاب واحد” في ميونخ، لم تتحدث جلالتها عن السياسة بل عن الإنسان، عن القلب الذي ينزف في غزة، وعن الإنسانية التي تئنّ من صمت العالم.
بكلماتها النابعة من الوجدان، قالت ما لم يجرؤ كثيرون على قوله: العالم رأى الإبادة قادمة، ورأى الجوع يفتك بالأبرياء… لكنه للأسف اختار الصمت والسكوت عن الظلم.
كلمات جلالة الملكة لم تكن مجرد خطاب، بل صرخة حقٍّ أيقظت الضمير الإنساني من سباته لكي توقظه .
صرخة أمٍّ ترى في كل طفلٍ في غزة وجعاً يمسّ قلبها، وترى في كل أمٍّ ثكلى مرآة إنسانيتنا.
ومع ذلك، فإن رسالتها لم تكن حزناً ولا عتاباً فحسب، بل أملاً… أملاً ينبض من قلبٍ يؤمن أن الرحمة أقوى من الكراهية، وأن النور يولد من العتمة.
قالتها جلالتها بثقة المؤمن: “واجهوا الكراهية بالأمل، واليأس بالفعل، والألم بالإيمان بالإنسان.”
ذكّرتنا أن الكراهية لا تبدأ بالحروب، بل بالكلمات، وأن أخطر ما يهدد البشرية هو أن نتعود على الظلم، وأن نصمت حين تُهان القيم.
لكنها أيضاً أعادت لنا الإيمان بأن الصوت الواحد الصادق قادر على أن يوقظ الملايين.
لقد قدّمت جلالتها نموذجاً للمرأة الأردنية التي تجمع بين العقل والرحمة، بين القوة والرقي، بين الإحساس بالإنسان وبين الانتماء للوطن.
هي لم تتحدث باسم الأردن فقط، بل باسم كل من ما زال يؤمن بأن العالم يمكن أن يكون أفضل، إن امتلك الشجاعة ليحبّ أكثر ويكره أقل.
فمن ميونخ إلى غزة، ومن عمان إلى كل ضميرٍ حيّ، حملت الملكة رانيا راية الأردن عالية، لتقول للعالم إننا بلدُ القلوب الرحيمة، بلدُ السلام والإنسانية، بلدُ الملك والملكة اللذين جعلا من الكلمة الصادقة موقفاً، ومن الرحمة منهج حياة.
الملكة رانيا ليست مجرد رمز وطني إنها ضمير إنساني عالمي.
عندما تتحدث، لا تتحدث كامرأة من الشرق فقط، بل كصوتٍ للأمّهات والضحايا والمظلومين في كل مكان.
هي وجه الأردن المضيء، وصوت الحقّ الذي يعلو فوق السياسة والحدود.
وفي زمنٍ يغرق بالكراهية، تبقى جلالتها الدليل بأن الأمل ما زال ممكناً، وأن الإنسانية — حين تنبع من عمان — تُشعل للعالم شمعة لا تنطفئ.
لأنها الملكة رانيا… حين تتكلم، يصمت العالم ليستمع إلى صوت الإنسانية.
كلمة من الشعب إلى جلالة الملكة رانيا نفخر بك دائماً بمواقفك الإنسانية المشرفة دمتي لنا ودام قدوة لكل السيدات الاردنيات.
حفظ الله الأردن أرضاً وشعباً وقيادة.






