بقلم : هيا المساعيد
في صمت الروح، حين تتلاشى ضوضاء الحياة، نتذكّر أن الدنيا فانية، وأننا زائرون فيها للحظة قصيرة، وأن كل شيء سيمضي كما شاء الله.
كم مرة أرهقنا قلوبنا بما لا يستحق، وكم شعور جُرح بلا داعٍ، وكم كلمات أُطلقت في وقت لم يكن لها أن تُقال؟
فلنتعلّم أن اللطف هو أثمن ما يمكن أن نتركه وراءنا، وأن كل ابتسامة صادقة، وكل كلمة طيبة، وكل تصرف نقيّ، هو أثر يبقى بعدنا.
لا تكسروا قلبًا، فالقلب موطن الروح، ولا تُوجِعوا شعورًا، فكل وجع يعود صداه إلينا بطريقة ما، سواء شعرنا بذلك أم لم نشعر.
كونوا لُطفاء في القول والفعل، اجبروا خواطر من أنهكتهم الأيام، واستروا ضعفًا يختبئ خلف ابتسامة، وكونوا نورًا في ظلمة من حولكم، وسكينةً وسط صخب العالم.
انتقوا كلماتكم كما يُختار الضوء في العتمة، واملأوا أفعالكم بالرحمة، فهي التي تبقى وتترك أثرًا طويلًا في القلوب.
أميطوا الأذى عن القلوب قبل أن تميطوه عن الطريق، فالقلب طريق أيضًا، وقلوب الناس أمانة، فاعتنوا بها برفق وحنان.
أحسنوا العِشرة، اغفروا وتغافلوا عن زلات الآخرين، وامنحوا السلام لمن حولكم، فكل ما تقدّمونه يعود إليكم بالخير والطمأنينة، ويغذي القلب برحمة لا تزول.
تذكّروا أن العطاء واللطف لا يقللان منكم شيئًا، بل يزيدانكم نقاءً وسكينة، ويزرعان في النفوس أملًا يضيء الدرب لمن حولكم.
ازرعوا أثرًا جميلاً يبقى حين تُطوى الصفحات، فالأثر الطيب لا يموت، بل يورِق في الغياب، ويضيء الطريق للآخرين، ويصبح ذكرًا طيبًا يعيش بعد الرحيل..
اللهم اجعلنا سببًا في سعادة من حولنا وجبرا لخواطرهم.
