×
آخر الأخبار

اسم الكاتب : الدكتور محمد نصر الله فرج

الدكتور محمد فرج يكتب : طراد الفايز: المجد الذي لا يصنعه المنصب

{title}
22 الإعلامي   -

بقلم: الدكتور محمد نصرالله فرج

يُعدّ الشيخ طراد المسلط الفايز رمزًا وطنيًا للإصلاح والخير، ليس فقط في قبيلة بني صخر أو عشيرة الفايز المعروفة بكرمها وأصالتها ونُبل أخلاقها، بل في قلوب الأردنيين جميعًا. لقد حفر  اسمه في الذاكرة بعمله الدؤوب، وسيرته العطرة، وسعيه الصادق لنشر المحبة وتوحيد الصفوف دون انتظار مقابل أو مصلحة، مستندًا إلى قيم راسخة في الإخلاص والوفاء والعطاء.

في أحد أيام شهر رمضان المبارك، كنت من بين الحاضرين على مائدة إفطار عامرة جمعت نخبة من أبناء الوطن. وبعد انقضاء الإفطار وانصراف الجمع، جلست إلى جانب الشيخ طراد المسلط الفايز برفقة صديقي الدكتور محمد النسور وابنه الدكتور أكرم. تحدثت إليه بمحبة وقلت له:
يا شيخنا الحبيب، أنت تسعى لكل من يحتاج المساعدة داخل الأردن وخارجه، لكن ابنك الدكتور أكرم، وهو من أصحاب الكفاءة والعلم، يستحق أن تسعى له كما تسعى لغيره.

ابتسم الشيخ طراد ابتسامته الهادئة التي تعبّر عن نُبلٍ متجذر وقال بكل تواضع وثقة
يا دكتور ، مستعد أمشي معك من شمال الأردن إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، لكن لا أستطيع أن أطلب أي شيء لأبنائي.

تلك الكلمات البسيطة تختصر جوهر شخصيته، وتكشف عن معدنٍ نادرٍ في زمنٍ قلّ فيه الرجال العظام؛ فهو رجل لا يعرف الأنانية، ولا يسعى إلا لمرضاة الله، واضعًا المصلحة العامة فوق أي اعتبار، مؤمنًا أن الكرامة لا تُشترى، وأن العطاء لا يُقاس بالمناصب بل بالنية والصدق.
ولا غرابة ان تواضع الأب تجلّى في أبنائه الثلاثة الذين يعكسون طيب معدنه ونقاء تربيته. فعندما تتحدث إليهم، تشعر أنك أمام مدرسة من الأخلاق والكرم والاحترام، تسمع في كلماتهم الطيبة صدى والدهم، وترى في تواضعهم مرآةً حقيقية لتربيتهم والمصلحين الكبار الذين نشأوا على حب الناس وخدمتهم. هم أبناء البرّ والخير الذين يسيرون على نهج والدهم في التواضع وحسن الخلق والنية الطيبة.

الشيخ طراد المسلط الفايز يستحق كل التكريم من الدولة والمجتمع، فهو نموذج للقيادة الأخلاقية التي تُصلح وتجمع ولا تفرّق، وتزرع بذور التسامح في أرضٍ عطشى للصفاء. ومن خلال مجالسته، تدرك أنك أمام رجلٍ علّم الناس أن الإصلاح ليس صوتًا مرتفعًا ولا مظهرًا زائفًا، بل عملٌ صادقٌ نابع من القلب، وسعيٌ حقيقي لوجه الله.

لقد تعلمت منه دروسًا تفوق ما نقرأه في الكتب أو نتلقاه في قاعات العلم؛ دروسًا في الحكمة، والوفاء، والتسامح عند المقدرة، وحب الوطن بلا حدود. إنه شيخ الإصلاح، وصوت العقل، ورمز الإنسانية الراقية في زمنٍ نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى قادةٍ بهذا النقاء وبهذا السموّ الأخلاقي.

ويبقى الشيخ طراد المسلط الفايز شاهدًا حيًّا على أن المجد لا يُصنع بالمال أو المنصب، بل بالخلق الرفيع، والنية الصافية، والعمل الصادق. رجل علّمنا أن الإصلاح لا يحتاج إلى ضجيج، وأن الكلمة الطيبة أقوى من كل سلاح، وأن من يزرع المحبة في القلوب يخلّد اسمه في ذاكرة الوطن.

سلامٌ إلى هذا الرجل النبيل، وعلى كل من جعل من التسامح طريقًا، ومن العطاء نهجًا، ومن حب الوطن رسالةً خالدة، في زمنٍ نحتاج فيه إلى القدوة قبل الخطاب، وإلى العمل قبل القول.