بقلم : ايمن موفق النعيمي ابو راكان / المفرق - الباديه الشماليه
ليس غريباً أن يشعر الأردنيون بمحبة خاصة تجاه جهاز المخابرات العامة، فهؤلاء الرجال لم يكونوا يوماً مجرّد مؤسسة أمنية، بل جزء أصيل من بنية البيت الأردني وهيبته. هم فرسان الحق، الذين سبق اسمهم فعلهم، وثبّتوا مع الزمن مكانةً فريدة جعلتهم من أعمدة الوطن قبل أن يكونوا حِصنه وسوره المنيع.
في الأردن، يكتسب صوت المخابرات هيبته من صدقه، وشعارها قدسيته من تاريخ طويل من التضحية والعمل بصمت. الراية التي يحملونها لها وزن، ليس لأنها رمز الدولة فحسب، بل لأنها ارتبطت في ذاكرة الأردنيين بالأمان، والاستقرار، وسهر الليالي الطويلة التي لا يراها أحد.
تربّى الأردني على احترام هذا الجهاز، لا من باب الخوف، بل من باب الوعي بأن أمن الوطن أمان لبيوتنا وأولادنا. فمنذ عقود، وقف ضباط المخابرات سداً أمام كل يدٍ امتدت لتعبث بالأردن، وكل غريب أراد أن يلوّث أمنه أو ينال من لحمته. هم الإخوة، أبناء العشائر والمدن والقرى والمخيمات، رجالٌ مثلنا وبيننا، لكن رسالتهم حملت مسؤولية أكبر، ومساراً أشدّ خطورة.
لقد واجهوا الغراب الناعق والضبع اللاعق، ووقفوا ضد كل من حاول أن يزرع الفتنة أو يمسَّ أمن أهل هذا البلد. وبقيت أدوارهم، رغم صعوبتها، تتميز بالصدق قولاً وفعلاً، وبالإخلاص التام لقيادة البلاد وللمصلحة الوطنية العليا.
المخابرات اليوم ليست جهازاً أمنياً فقط، بل ركن ثابت من أركان النظام، وأكثر المؤسسات التصاقاً بالوطن وهموم الناس. رجالها الأكثر ولاءً وتفانياً ومعرفةً وثقافة، والأقدر على قراءة المشهد وحماية المستقبل. يعملون بعيداً عن الأضواء، بلا ادّعاء، ويكتفون بأن يعرف الله والوطن ما يقومون به.
لذلك، فإن حب الأردنيين لهم ليس طارئاً ولا مصطنعاً، بل نابع من تجربة طويلة جعلت هذه المؤسسة جزءاً من ثقة المواطن بسلامة دولته وثبات مسارها. وبقدر ما قدّم هؤلاء الرجال، سيبقى الأردنيون يبادلونهم التقدير والاحترام، لأن الأمن ليس مجرد شعار؛ إنه حياة كاملة تحرسها عيون لا تنام.
هكذا تبقى المخابرات الأردنية… فرسان حق، ورجال دولة، وحكاية ولاء لا تنتهي
اسم الكاتب : ايمن موفق عبدالحميد النعيمي
النعيمي يكتب : فرسان الحق… قيمةٌ راسخة في وجدان الأردنيين
الإثنين - pm 05:18 | 2025-11-17
22 الإعلامي -






