بقلم : مروان العياصرة
والزمان كما نرى .. يجري مع الصفو الزلال شوائبا
أردت أن أبدأ بهذه العبارة الجوهرية للجواهري، لأن الأردن دولة وبلدا ومجتمعا، فيها من الصفو الزلال أكثر مما فيها من الشوائب،
لكن هذا لا يعني أن لا نلتفت لما قد يعكر الصفو، ويقدح في شعور الناس بالرضا والطمأنينة والأمن ..
إننا في زمان صعب، وعصر لفرط حساسيته اذا احتك الماء بالماء تولد منه الشرر، وما زلنا نردد أن الشباب صمام أمان، وهم الوعد وأن الرهان عليهم قائم، لأنهم يدركون أن كل ما يتمتعون به في هذه الدولة يحتاج إليهم لحمايته، ليحموا ماضيهم من النبش فيه بخبث، ويحموا حاضرهم ومستقبلهم ورغيفهم وكرامتهم.. ويحمون طموحهم أيضا..
لقد استدعى ولي العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله المعظم، من دفاتر الدولة، برنامج خدمة العلم، ليمنح الشباب الأردني أن يكونوا وطنيين بمحض محبتهم للأردن، وطنيين منتمين في تفكيرهم، منتمين في وعيهم، منتمين في سلوكهم..
لكن أن يفعل ما يقال عنه إنه عنف جامعي أو طلابي أو فكري أو مهما كان سنده وخلفيته و، ما يفعل من تشويه لهذه المحبة المحضة والانتماء الصافي، .. فهذا ما يجب استنهاض وعي الشباب وقيمهم التي تربوا عليها .. للتخلص من نوازعه..
حين يكبر كل من مد ولو اصبعا أو كلمة في مشهد من مشاهد العنف، سيجتاحهم شعور متعب أنهم كانوا كذلك، سيتذكرون كم صنعوا من أذى لأنفسهم وكم أتعبوا أهلهم وهم ينامون على قلق سؤال كيف يؤمنون لهم مصاريفهم في الجامعة،
سيكبرون، وسيكبر معهم كل ما غرسوه، وبالتأكيد، لن ينتظر منهم الوطن إلا أن يغرسوا شيئا جميلا ومحببا..
الوطن، ليس فقط ذاكرتنا، وأيامنا الأولى وطفولتنا، ومدارسنا، هو الذاكرة كلها والوعي والوجدان، والإنجاز..
هو ثراؤنا وإن كنا فقراء، وهو ما ننزع إليه كلما نزع إلينا التعب.. فلا يرتاح الأردني ولا يطمئن له جنب إلا على تراب الأردن..
علينا أن نبقى نتذكر، أن الوطن، بمؤسساته وكل تفاصيله الجميلة، ليس لنا وحدنا الآن، إنه لكل من سيأتي غدا، وما يستفزكم اليوم في نشوة الغضب، هو ما سيشعرنا بالحرج غدا، أمام ما سيتذكره القادمون الجدد من أبناء وبنات وشباب وطنيين، عنا.
لنتذكر دائما، أن الأردن، وطن لا نراه إلا درة الأوطان، ولا نرى له عائبا سوى حاسد، والحاسدون كثير.. فلا نعطي لحاسد أو حاقد ما أراد.






