لم يكن ظهور سمو ولي العهد في اربد لاعلان خدمة العلم حدثا عاديا كما لم يكن حديثه في الطفيلة عن السردية الاردنية تفصيلا ثانويا فالحدثان رغم تباعدهما يشكلان طريقا واحدا يرسم ملامح مرحلة وطنية جديدة مرحلة تبدأ من الانسان الاردني من وعيه من هويته من قدرته على ان يعرف نفسه ومكانه ودوره في وطنه
في اربد عاد مفهوم خدمة العلم بروح واضحة تعيد الانضباط وتعيد المسؤولية الى مكانها الطبيعي لدى الشباب وتمنحهم فرصة ليكونوا جزءا حقيقيا من بناء وطنهم واليوم من الطفيلة يأتي كلام سمو ولي العهد عن السردية الاردنية ليضيف بعدا جديدا لهذا المسار بعدا يرتبط بالذاكرة الحية بالحكاية التي يجب ان نحكيها نحن عن انفسنا لا ان تكتب في اماكن اخرى
السردية الاردنية ليست تاريخا محفوظا في الكتب وليست ذكريات تروى في المناسبات السردية هي الحكاية التي يعيشها الاردني يوميا هي قصص الناس في القرى والمدن والمخيمات هي دور الجيش العربي وتضحياته هي المواقف الهاشمية عبر العقود هي انجازات المبدعين والرياضيين والاطباء والادباء هي كل ما يجعل هذا البلد اكثر وضوحا واكثر تماسكا
حديث سموه من الطفيلة كان دعوة للعمل دعوة لبدء مشروع توثيق وطني شامل مشروع يكتب الحقيقة دون مبالغة ويحفظ التفاصيل دون اهمال مشروع يضع الاردني امام صورته الكاملة صورة ماضيه وحاضره وطموحه للمستقبل وهذه الدعوة لا تخص جهة واحدة بل تخص كل المجتمع فالحكومة مطالبة بخطوات مؤسسية تنظم التوثيق وتدعم الانتاج الثقافي والفني والاعلامي لكن الدور الاكبر يبقى في يد الشباب لانهم الاقرب للحدث والاقدر على روايته
الشباب هم من يملكون الاصوات والادوات والمساحات وهم القادرون على تقديم سردية اردنية حديثة صادقة معبرة عن الواقع الذي يعيشونه وعن الامكنة التي ينتمون اليها وعن القصص التي ترى النور فقط عندما يقرر احدهم ان يكتبها او يصورها او يرويها للناس
من اربد الى الطفيلة تتكامل رسائل سمو ولي العهد خدمة العلم تبني الانضباط والسردية تبني الوعي والاثنتان تصنعان معا شخصية اردنية اكثر قوة واكثر حضورا واكثر قدرة على مواجهة المستقبل بهوية واضحة وبثقة راسخة
والمسؤولية كما قال سموه تبدأ من الشباب واليوم هو الوقت المناسب لنبدأ
المحامي حسام حسين الخصاونة






