×
آخر الأخبار

غزل المدادحة… نجمة الأمسية وعريفة الحفل في مؤتمر قادة المجتمع

{title}
22 الإعلامي   -

في عالمٍ يتسارع فيه الإيقاع وتزدحم المنصات بالوجوه، تبقى بعض الأصوات قادرة على فرض حضورٍ لا يشبه سوى ذاته. من بين تلك الأصوات المتفرّدة تتألّق الفنانة والشاعرة غزل المدادحة التي اعتاد المتابعون أن يروا فيها معاني النقاء الإبداعي، وملامح الحضور الأنيق، وثقة الفنانة التي تعي قيمة الكلمة وأثرها. فغزل ليست مجرد صوت مُغنّى ولا قصيدة تُلقى؛ إنها حالة فنية وثقافية تتجسد كلما اعتلت منصة أو شاركت في حدث وطني، لتمنح اللحظة روحًا إضافية لا تُخطئها العين.

وفي ليلة الخميس الموافق ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥، كانت غزل المدادحة واحدة من العلامات الفارقة في مؤتمر قادة المجتمع – النسخة الرابعة، الذي احتضنه المركز الثقافي الملكي بعمّان. لم تكن مشاركتها مجرد حضور عابر، بل كانت بصمة جمالية تُضاف إلى أمسية استثنائية جمعت بين الطابع الرسمي والإبداع الشبابي وبين الخطاب الملهم والرؤية الوطنية العميقة. وقد اختيرت غزل لتكون عريفة الحفل، فانسابت خطواتها بين الحضور بلباقة الفنانة ورشاقة الشخصية التي تدرك قيمة الدور الذي تقدّمه، ومع كل ظهور لها على المسرح كانت تصنع حالة من التجانس بين الرسالة الثقافية للمؤتمر وروح الفن.

وجاء تكريم غزل المدادحة خلال المؤتمر كتتويج لمسيرتها المتواصلة في دعم الفنون وتقديم محتوى يلامس الوجدان، فلم يكن التكريم مجرد درع يُسلَّم، بل اعترافًا بقيمة صوتها واحتفاءً بدورها بوصفها إحدى المواهب الأردنية التي تُعطي ولا تنتظر، وتُبدع دون توقّف، فحظيت بالتصفيق الحار من جمهور يعرف جيدًا أثرها.

أقيمت هذه النسخة بتنظيم أكاديمية بصمة فن لدعم المواهب بقيادة الأستاذ محمد الصوالحة، وبالتعاون مع شركة الديار للإنتاج ووزارة التنمية الاجتماعية ومؤسسة فرسان السلام، في مبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على الرياديين وأصحاب قصص النجاح والمبدعين الذين تركوا بصمات واضحة في المجتمع. وشهدت الأمسية حضور شخصيات وطنية بارزة، من بينها الأستاذ محمد أحمد الصوالحة، والدكتور أمين أبو حجلة، والدكتور موسى رمضان، والدكتور ناصر الشريدة، في ليلة جمعت المبدعين والكتّاب والفنانين وصنّاع الأثر في مساحة تُعلي قيمة الشباب وتمنحهم وطنًا يرى في طاقاتهم مستقبلًا أكثر إشراقًا.

وجاء حضور غزل المدادحة متناغمًا مع جوهر المؤتمر الذي يؤمن بأن الشباب هم بوصلة الغد، وأن الاستثمار في مواهبهم هو الرهان الأكثر حكمة، فكانت مشاركتها مثالًا على كيف يمكن للإبداع أن يتماهى مع رسالة وطنية تُشجع الطاقات البشرية وتحتفي بمن يصنعون الأثر.

انتهت الفعالية، إلا أن أثرها بقي ممتدًا في ذاكرة الحضور، تمامًا كما بقيت إطلالة غزل المدادحة حديث عدد كبير من المشاركين. خرج الجميع برسالة واضحة: إن الإبداع مسؤولية، وإن الشباب هم النبض الذي يرسم ملامح المستقبل، وإن الأصوات الصادقة—كصوت غزل المدادحة—هي التي تزرع الجمال في طريق الإنجاز.